من الطاعات أَو هي كُلُّ ساعةٍ قَامَها قائِمٌ بالليْلِ وعن أَبي عُبيدة : ناشِئَةُ الليلِ : ساعاته ، وهي آناءُ الليلِ ناشِئَةٌ بعد ناشِئَةٍ ، وقال الزجاج : ناشِئَةُ الليْلِ : ساعات الليْلِ كلُّها ، ما نَشَأَ منه ، أَي ما حَدَث ، فهو نَاشِئَةٌ ، وقال أَبو منصورٍ : ناشِئَة الليلِ : قِيامُ الليلِ ، وقد تقدم ، أَو هي القَوْمَةُ بَعْدَ النَّوْمَةِ أَي إِذا نِمْتَ مِن أَول الليل نَوْمَة ، ثم قُمْتَ ، فمنه ناشِئَةُ اللَّيْل كالنَّشِيئَةِ على فَعِيلة.
والنَّشْءُ بسكون الشين : صِغَارُ الإِبِلِ ، حكاه كراع ج نَشَأٌ مُحَرَّكَةً قال شيخُنا : وهو أَيضاً مِن غرائب الجموع والنَّشْءُ : السَّحَابُ المُرْتَفِعُ مِنْ نَشَأَ : ارتفع أَو أَوَّلُ ما يَنْشَأُ مِنْه ويرتفع كالنَّشِيءِ على فعِيلٍ ، وقيل : النَّشْءُ : أَن تَرَى السَّحابَ كالمُلَاءَةِ المَنشُورةِ ، ولهذا السحابِ نَشْءٌ حَسَنٌ ، يعني أَوَّل ظُهورِه ، وعن الأَصمعيّ : خَرج السحابُ له نَشْءٌ حَسَنٌ ، وذلك أَوَّلَ ما يَنْشَأُ ، وأَنشد :
إِذَا هَمَّ بِالإِقْلَاعِ هَمَّتْ بِهِ الصَّبَا |
|
فَعَاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَهَا وَخُرُوجُ |
وفي الحديث «إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةٌ ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ» وفي حديث آخَرَ «كانَ إِذَا رَأَى ناشِئاً في أُفُقِ السماءِ» أَي سَحاباً لم يَتَكَامَل اجتماعُه واصْطِحَابُهُ ، ومنه : نَشَأَ الصَّبِيُّ يَنْشَأُ فهو ناشِئ ، إِذا كَبِرَ وشَبَّ ولم يتكامَلْ ، أَي فيكون مجازاً.
والنَّشْءُ : ريحُ الخَمْرِ ، حكاه ابنُ الأَعرابيّ.
وأَنْشَأَ فلانٌ يَحْكِي حديثاً ، أَي جَعَلَ يَحكيه ، وهو من أَفعالِ الشُّروع. وأَنشأَ يَفْعَلُ كذا ، ويقولُ كذا : ابتَدَأَ وأَقْبَلَ ، وأَنْشَأَ مِنه : خرَجَ ، يقال مِنْ أَيْنَ أَنْشَأْتَ ، أَي خَرَجْتَ وأَنشأَت الناقَةُ وهي مُنْشِىٌ : لَقِحَتْ ، لُغةٌ هُذَلِيَّة ، رواها أَبو زيد وأَنشأَ دَاراً : بَدَأ بِنَاءَهَا وقال ابنُ جِنّي ، في تأْدِية الأَمثال عَلَى ما وُضِعَتْ عليه : يُؤَدَّى ذلك في كُلِّ مَوْضعٍ على صُورته التي أُنْشِئَ في مَبْدَئِه عليها ، فاستعمل الإِنشاءَ في العَرَض الذي هو الكلامُ.
وأَنشأَ الله تعالَى السحابَ : رَفَعَه ، في التنزيل (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) (١) وأَنشأَ فلان الحَدِيثَ : وَضَعَه. وقال الليث : أَنشَأَ فُلانٌ حَدِيثاً ، أَي ابتدَأَ حَدِيثاً ورَفَعَه ، وأَنشأَ فلانٌ : أَقْبَل ، وأَنشد قولَ الراجز :
مَكَانَ مَنْ أَنْشَا عَلَى الرَّكَائِبِ
أَراد أَنشأَ ، فلم يَستقِمْ له الشِّعْرُ فأَبْدَل. وعن ابن الأَعرابيّ : أَنشا ، إِذا أَنْشَدَ شِعْراً أَو خَطَب بخُطْبَةٍ فأَحسن فيهما ، وأَنْشَأَه الله : خَلَقَه ، ونشأَه (٢) وأَنْشَأَ اللهُ الخَلْقَ ، أَي ابتَدَأَ خَلْقَهم. وقال الزجَّاج في قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنّاتٍ مَعْرُوشاتٍ) (٣) أَي ابتدَعَها وابتدأَ خَلْقَها.
والنَّشِيئَةُ هو أَوَّلُ ما يُعْمَل من الحَوْضِ يقال : هو بَادِي النَّشِيئَةِ ، إِذا جَفَّ عنه الماءُ وظَهَرتْ أَرْضُه ، قال ذو الرُّمَّة :
هَرَقْنَاهُ فِي بَادِي النَّشِيئَةِ دَائِرٍ |
|
قَدِيمٍ بِعَهْدِ المَاءِ بُقْعٍ نَصَائِبُهْ |
الضمِير للماءِ ، والمُراد بِبادِي النَّشِيئَةِ الحَوْضُ ، والنصائب يأْتِي ذِكْرُه والنشيئة : الرَّطْبُ من الطَّرِيفَةِ فإِذا يَبِسَ فهو طَرِيفةٌ والنشيئَة : نَبْتُ النَّصِيِّ كَغَنِيّ والصِّلِّيَانِ بكسر الصاد المهملة واللام وتشديد الياء (٤) ذكره المصنف في المعتلّ ، قال ابن منظور : والقولانِ مُقْتربانِ ، وعن أَبي حنيفة : النَّشِيئَةُ : التَّفِرَةُ إِذا غَلُظَتْ قَليلاً وارتفعَتْ وهي رَطْبَةٌ ، وقال مَرَّةً : أَو النَّشِيئِةُ : ما نَهَضَ مِنْ كُلِّ نَباتٍ ولكنه لَمْ يَغْلُظْ بَعْد كما في المحكم كالنَّشْأَةِ في الكُلِّ ، وأَنشد أَبو حنيفة لابنِ مَيَّادٍ في وصف حمير وحش :
أَرِنَاتٍ صُفْرِ المَنَاخِرِ وَالْأَشْ |
|
دَاقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ |
والنشيئَة (٥) : الحَجَرُ الذي يُجْعَل في أَسْفَلِ الحَوْضِ ونَشِيئَةُ البِئْر : ترابُهَا المُخْرَجُ منها ، ونَشِيئَةُ الحَوْضِ : مَا وَرَاءَ النصَائِبِ من التُّرَابِ. وقيل : هي أَعْضَادُ الحَوْضِ ، والنَّصائِبُ : ما نُصِبَ حَوْلَه والنَّصائبُ : حِجارَةٌ تُنْصَب حَوْلَ الحَوْضِ لِسَدِّ ما بَيْنَها من الخَصَاصِ بالمَدَرةِ المعجونة ، واحدها نَصِيبَةٌ.
__________________
(١) سورة الرعد الآية ١٢.
(٢) كذا.
(٣) سورة الأنعام الآية ١٤١.
(٤) قوله «تشديد الياء» سهو ، وقد أثبتنا ما وافق ضبط اللسان والقاموس الصليان بياء خفيفة.
(٥) اللسان : النشيئة والنَّشَأَةُ من كل النبات.