والصَّوَابُ : عَدَوْنَا ، وكذلك انشده الجوهريُّ أَيضاً على الصواب في سرب (١).
[نشأ] : نَشَأَ ، كمنَعَ ونَشُؤَ مثل كَرُم يَنْشَأُ ويَنْشُؤُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً كسَحابٍ ونَشْأَةً كحَمْزَة ونَشَاءَةً بالمدّ ، وفي التنزيل (النَّشْأَةَ الْأُخْرى) (٢) أَي البَعْثَة ، وقرأَه أَبو عَمْرٍو بالمدّ ، وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) (٣) القُراءُ مُجمعون (٤) على جَزْمِ الشِّين وقَصْرِها إِلَّا الحَسَنَ البَصْرِيَّ فإِنه مَدَّها في كلِّ القرآن ، وقرأَ ابنُ كَثِير وأَبو عمرو : النَّشَاءَةَ مَمدوداً حيث وَقَعَتْ ، وقرأَ عاصمٌ ونافعٌ وابنُ عامرٍ وحَمْزَةُ والكِسائيُّ النَّشْأَةَ بوزن النَّشْعَة حيث وقَعت.
ونَشَأَ يَنْشَأُ : حَيِيَ ، زَادَ شَمِرٌ : وارتَفَع. ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونَشَاءً : رَبَا وشَبَّ (٥) ونَشَأْتُ في بني فُلانٍ ومَنْشَئي فيهم ، نَشْأً ونُشُوءاً : شَبَبْتُ فيهم ونَشَأَت السّحَابَةُ نَشْأً ونُشُوءاً : ارْتَفَعَتْ وبَدَتْ ، وذلك في أَوَّل ما تَبْدَأُ ، ومنه قولهم نَشَأَ غَمامُ النَّصْرِ وتَهَيَّأَ ، وضَعُفَ أَمْرُ العَدُوِّ وتَرَهْيَأَ ، وسيأْتي ونُشِّئَ وانْتُشِئَ (٦) كذا في النسخة وفي بعضٍ وأُنْشِئ بدل انْتُشِئ ، وهو الصواب بِمعْنَى واحد وقَرَأَ الكُوفِيُّونَ غيرَ أَبي بَكْرٍ ، ونسبه الفَرَّاءُ إِلى أَصحاب عبد الله أَوَمَنْ (يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) مشدّدة من باب التفعيل ، وقرأَ عاصمٌ وأَهلُ الحِجاز يَنْشَأُ من باب مَنَع أَي يُرَشَّح ويَنْبُت.
والناشِئُ : فُوَيْقَ المُحْتَلِم ، وقيل : هو الغُلامُ والجَارِيةُ وقد جَاوَزَا حَدَّ الصِّغَرِ ، وكذلك الأُنْثى نَاشِئُ ، بغير هاءٍ أَيضاً ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : الناشئُ : الغُلام الحَسَنُ الشَّبابِ وعن أَبي عمرٍو : غُلامٌ ناشِئٌ ، وجاريةٌ ناشِئَةٌ. وعن أَبي الهيثم : الناشِئُ : حين نَشَأَ ، أي بَلَغ قامَةَ الرجُلِ ج نَشْءٌ مثل صاحِب وصَحْب ويُحَرَّك نادِراً مثل طَالِبٍ وطَلَبٍ ، قال نُصَيْبٌ في المؤَنَّثِ :
وَلَوْ لَا أَنْ يُقَال صَبَا نُصَيْبٌ |
|
لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشْأُ الصِّغَارُ |
وفي الحديث «نَشَأٌ يَتَّخِذُونَ القُرآنَ مَزامِيرَ» يروى بفتح الشين جَمْع ناشِئ ، كخادِم وخَدَم ، يريد : جَمَاعَة أَحداثاً. وقال أَبو موسى : المَحفوظ بِسكون الشين ، كأَنه تَسْمِيةٌ بالمصدر ، وفي الحديث : ضُمُّوا نَوَاشِئَكُمْ في ثَوْرَةِ العِشَاءِ» أَي صِبْيَانَكم وأَحْدَاثَكم ، قال ابنُ الأَثير : كذا رواه بعضُهم والمحفوظ : فَوَاشِيَكُمْ (٧) ، بالفاءِ. وسيأْتي في المعتلّ ، فقول شيخِنا إِن النَّواشِئَ عندي جَمْعٌ لِنَاشئٍ بمعنى الجارِية ، لا كما أَطْلَقُوا ، فيه نَظَرٌ ، نَعَمْ تَبِعَ فيه صاحبَ الأَساس ، فإِنه قال : مِن جَوَارٍ نَوَاشِئَ (٨) وقال الليث : النَّشْءُ : أَحْداثُ الناسِ يقال للواحد هو نَشْءُ سَوْءٍ والناشِئُ : الشابُّ ، يقال : فَتًى ناشِئ قال : ولم أَسمع هذا النَّعْتَ في الجارِية ، قال الفرَّاءُ : يقولون : هؤلاءِ نَشْءُ صِدْقٍ (٩) فإِذا طَرحوا الهمزةَ قالوا : هؤلاءِ نَشْوُ صِدْقٍ ورأَيت نَشَا صدقٍ ومررتُ بِنَشِي صِدْقٍ ، وعن أَبي الهيثم يقال للشاب والشابّة إِذا بَلَغوا هم النَّشَأُ والناشِئُون ، وأَنشد بيت نُصيب :
لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغَارُ
وقال بعده : فالنَّشَأُ قد ارتفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبَا إِلى الإِدراك أَو قَرُبْنَ منه ، نَشَأَتْ تَنْشَأُ نَشْأً ، وأَنْشَأَها اللهُ تعالى إِنشاءً ، قال : ونَاشِئ ونَشَأٌ : جَمَاعَةٌ ، مثل خَادِمٍ وخَدَمٍ.
والناشىُ : كُلُّ ما حَدَث باللَّيْل وَبَدَا (١٠) أَي ظهرَ ، أَو مهموزاً بمعنى حَدَث ، فيكون عَطْف تفسير ج ناشِئَةٌ قال شيخُنا ، وهو غريبٌ ، لأَنه لم يُعرَف جمع فاعلٍ على فاعلة أَوْ هي أَي الناشئة مَصدَرٌ جاءَ على فاعِلَة وهو بمعنى النَّشْوِ (١١) ، وهو القِيَامُ مثل العافية بمعنى العَفْوِ والعَاقِبَة بمعنى العَقْبِ والخاتمة بمعنى الخَتْم ، قاله أَبو منصور في ناشِئَة الليْلِ. أَو الناشِئَة : أَوَّلُ النَّهارِ والليلِ أَي أَوّل ساعاتهما ، أَو هي أَوَّلُ ساعاتِ الليلِ فقط ، أَو هي ما يَنْشَأُ في الليل
__________________
(١) رواية اللسان : «غدونا» في البيت المتقدم ، وفيما أورده عن الجوهري وابن بري ، وفي الصحاح «عدونا».
(٢) سورة النجم الآية ٢٧.
(٣) سورة العنكبوت الآية ٢٠.
(٤) اللسان : مجتمعون.
(٥) في نسخة من القاموس : رَبِيَ وشبّ.
(٦) في نسخة من القاموس واللسان : «نُشِّىءَ وأُنْشِيءَ».
(٧) عن النهاية ، وبالأصل «فواشئكم».
(٨) عن الأساس ، وبالأصل «نواشٍ».
(٩) زيد في اللسان : ورأيت نشءَ صدقٍ ومررت بنشءِ صدق.
(١٠) في القاموس : بدأ.
(١١) في اللسان : النشء.