ومعرفة بالكَفِّ عَجْلَى وجَفْنَة |
|
ذَوَائِبُهَا مِثْلَ المُلَاءَةِ تضربُ |
وفي أَحكام الأَساس : ومن المجاز قولُهم : عَلَيْها (١) مُلَاءَةُ الحُسْنِ. وجَمَّش فَتًى من العَربِ حَضَرِيَّةً فَتَشَاحَّتْ عليه ، فقال لها : [واللهِ] مَا لَكِ مُلَاءَةُ الحُسْنِ ولا عَمُودُه ولا بُرْنُسُه ، فما هذا الامتناعُ؟ مُلَاءَة الحُسْنِ : البَياضُ (٢). وعَمُوده : الطُّولُ ، وبُرْنُسه : الشَّعر.
وَمَلَأَه على الأَمْرِ كَمَنَعه ، ليس بمشهور عند اللغويين : سَاعَده وشَايَعَه أَي أَعانه وَقَوَّاه ، كَمَالأَهُ عليه مُمَالأَةً.
وَتَمَالَئُوا عليه أَي اجْتَمعُوا ، قال الشاعر :
وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا |
|
عَذْرَاءَ لَا كَهْلٌ وَلَا مَوْلُودُ |
أَي تَشاوَرُوا وَتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ على ذلك لِيَقْتُلونا أَجمعينَ ، فتُصْبِح أُمُّنا كالعذراءِ التي لا ولدَ لها. قال أَبو عبيد : يقالُ للقومِ إِذا تَتابَعُوا بِرَأْيِهم على أَمْرٍ : قد تَمَالَئُوا عليه. وعن ابن الأَعرابيِّ : مالأَه ، إِذا عَاوَنه ، وَلَامَأَه : إِذَا صَحِبَه أَشْبَاهُه. وفي حديث عليٍّ : واللهِ ما قَتَلْتُ عُثمَانَ ولا مَالأْتُ على قَتْلِهِ. أَي ما ساعدت ولا عَاوَنْتُ.
وفي حديث عُمَر : لو تَمَالأَ عليهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لأَقَدْتُهم به (٣). أَي لو تَضَافَروا عليه وتَعَاوَنُوا وتَساعدوا. ويقال :
أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا
أَي أَحْسنِي مُمَالأَةً ، أَي مُعاونَةً ، مِن مَالأْتُ فُلاناً : ظَاهَرْته.
والمِلْءُ بالكَسرِ : اسمُ ما يأْخُذُه الإِناءُ إِذا امتلأَ يقال : أَعْطِه أَي القَدَحَ مِلْأَهُ ومِلْأَيْهِ وثَلَاثَةَ أَمْلَائِهِ وحَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ. وفي دُعَاءِ الصلاة : «لك الحَمْدُ مِلْءَ السّمواتِ والأَرض» ، هذا تَمْثِيل ، لأَن الكَلام لا يَسع الأَماكِنَ ، والمُراد به كَثْرَةُ العَددِ (٤). وفي حديث إِسلام أَبي ذَرٍّ قال لنا كَلِمةٌ تَمْلأُ الفَم. أَي أَنها عَظيمةٌ شَنِيعةٌ ، لا يَجوز أَن تُحْكَى وتُقال ، فكأَنّ الفَمَ مَلْآنُ بها ، لا يَقْدِر على النُّطْقِ. ومنهفي الحديث : «امْلَئُوا أَفْواهَكُم مِنَ القُرْآن» وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : مِلْءُ كِسَائِهَا وغَيْظُ جَارَتِها. أَرادت أَنها سَمِينَةٌ ، فإِذا تَغطَّت بكسائها مَلأَتْه.
والمِلْأَةُ بِهَاءٍ : هَيْئَةُ الامْتِلاءِ وإِنه لَحَسَنُ المِلْأةِ ، وقد تَقدَّم وَمصْدَرُ مَلأَهُ بالفَتح ، وقد تَقدَّمَ أَيضاً ، فذكره كالاستدراك. وفي حديث عِمْرانَ [ومزادة الماء] (٥) : إِنّه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ مِلْأَةً منها حين ابْتُدِىءَ فيها. أَي أَشدُّ امتلاءً والمِلْأَة (٦) أَيضاً الِكَظَّةُ مضبوطٌ عندنا بالكسر ، وضبطه شيخُنا بالفتح مِنَ الطَّعامِ هو ما يَعْترِي الإِنسانَ مِن الكَرْبِ عند الامتلاءِ منه.
ومن المجاز ، كذا في الأَساس وتبعه المناوِي أَملأَ النَّزْعَ في قَوْسهِ وَملأَ مُضعَّفاً إِذا أَغْرَق في النَّزْعِ ، وقيل مَلأَ في قَوْسِه : غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ ، وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوس ، إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فيها. وفي التهذيب : يقال : أَملأَ فُلانٌ في قَوْسِه إِذا أَغْرق في النَّزْعِ. ومَلأَ فُلانٌ فُرُوجَ فَرَسه ، إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. وقد أَغفله المؤلف.
والمُمْلِئُ : شَاةٌ في بَطْنِهَا ماءٌ وأَغْرَاسٌ جمع غِرْسٍ ، بالكسر ، جِلْدَة على جَبْهَة الفَصِيل ، وسيأْتي ، فَتَحْسَبُها حَامِلاً لامْتِلاءِ بَطْنِها.
ومن المجاز : نَظرتُ إِليه فملأْتُ منه عَيْنِي ، وهو مَلْآنُ من الكَرَمِ ومُلِئَ ومُلِّئَ رُعْباً (٧). وفلانٌ مَلأَ ثِيابي ، إِذا رَشَّ (٨) عليه طِيناً أَو غيرَه ، كذا في الأَحكام.
[منأ] : المَنِيئَةَ على فَعِيلة ، هو الجِلْدُ أَوَّلَ ما يُدْبَغُ ، ثم هو أَفِيقٌ ، ثم أَدِيمٌ. قال حُميد بن ثَوْرٍ :
إِذَا أَنْتَ بَاكَرْتَ المَنِيئَةَ بَاكَرَتْ |
|
مَدَاكاً لَهَا مِنْ زَعْفَرَانٍ وإِثْمِدَا |
والمَدْبَغَةُ نقله الجوهريّ عن الأَصمعيّ والكِسائيّ وقَوْلُ أَبي عَلِيٍّ الفارسيِّ : إِن المَنِيئَة مَفْعِلَةٌ من اللَّحْمِ النِّيءِ قال
__________________
(١) عن الأساس ، وبالأصل عليه.
(٢) الأساس : ملاءته : البياض.
(٣) وكان عمر قد قتل سبعة نفر برجل قتلوه غيلة.
(٤) ويجوز أن يكون المراد به تفخيم شأن كلمة الحمد ، ويجوز أن يراد به أجرها وثوابها.
(٥) عن النهاية واللسان.
(٦) اللسان : والمِلءُ.
(٧) عن اللسان ، وفي الأساس : «ومُلىء رعباً ومُلّىء» وبالأصل : «وملؤ رعباً».
(٨) الأساس : رشش عليه طيناً أو دماً أو غيرهما.