المِلْءَ» بكسر الميم وسكون اللام [من ملء الإناء] (١) ، قال : وليس بشيء ومنه ما جاءَ في الحديث أَيضاً حين ضَربُوا الأَعرابيَّ الذي بال في المسجد أَحْسِنْوا أَمْلَاءَكُمْ ، أَي أَخْلَاقَكُمْ (٢) وتقدّم في م ر أَ حديثُ الحَسن البصرِيّ : لما ازْدَحَموا عليه فقال : أَحْسِنُوا أَمْلَاءَكُم أَيُّها المَرْؤُونَ.
والمُلَاءُ كَغُرَاب : سَيْفُ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رضي اللهُ عنه ، قال ابنُ النُّوَيعِمِ يَرثي عُمَرَ بنَ سَعْدٍ حين قَتَلَه المُخْتارُ بنُ أَبي عُبَيْدٍ :
تجَرَّدَ فِيهَا والمُلَاءُ بِكَفِّهِ |
|
لِيُخْمِدَ مِنْهَا مَا تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ |
والمُلَاءَة بِهَاءٍ كُنْيَتُهَا أُمُّ المُرْتَجِزِ هي فَرَس رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذَكره الصاغاني في التكملة.
والمِلَاءُ بالكسر والمَدّ ككِرام والأَمْلِئَاءُ ، بهمزتَيْنِ كأَنْصِباء والمُلآءُ كَكُبَرَاء ، كلاهما عن اللِّحيانيّ وحْدَه هم : الأَغْنياءُ المُتَمَوِّلُونَ ذَوُو الأَموال ، أَو هم الحَسَنُو القَضَاءِ منهم أَي مِن الأَغنياءِ في إِعطاءِ الدَّيْنِ وتَسْلِيمهِ لِطالِبه ومُتقاضِيه بِلا مَشَقَّةٍ ، ولو لم يكونوا في الحقيقة أَغنياءَ ، والمُلآءُ (٣) أَيضاً الرُّؤَساءُ ، سُمُّوا بذلك لِأَنَّهُم مُلآءُ (٣) بما يُحْتَاج إِليه (٣) الواحِدُ مَلِيءٌ كَكَرِيمٍ مهموزٌ : كثيرُ المال ، أَو الثِّقَة الغَنِيّ ، قاله الجوهريّ. أَو الغَنِيُّ المُقتدِر ، قاله الفيّوميّ.
وحكى أَحمد بن يحيى : رَجُلٌ مالِئٌ : جليلٌ يَملأُ العَيْنَ بجُهْرَتِهِ ، وشَابٌّ مالِئُ العَيْنِ إِذا كان فَخْماً حَسَناً.
ويقال : فُلانٌ أَمْلأَ لِعَيْنِي مِن فُلانٍ ، أَي أَتمُّ في كُلِّ شيءٍ مَنْظَراً وَحُسْناً ، وهو رجلٌ مَالِئٌ للعين إِذا أَعجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه ، وقد مَلأَ الرجل كَمنَع وكَرُم ، والمشهور الضمُّ ، يَمْلُؤُ مَلاءَةً ككرَامَةٍ ومَلَاءً كسَحابٍ وهذه عن كُراع فهو مَلِيءٌ : صار مَلِيئاً ، أَي ثِقَةً ، فهو غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّنُ المَلَاءِ والمَلَاءَة ممدُودَانِ. وفي حديث الدَّيْنِ «إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ» (٤) المَلِيءُ بالهمز أَي الثِّقَةُ الغَنِيُّ. وقد أُولع فيه الناسُ بتَرْكِ الهَمْزِ وتشديد اليَاءِ كذا في النِّهاية ، ونقل شيخُنا عن الجلال في الدرّ النثير ، وقد : يُسَهَّل. وفي المصباح : ويَجوز البَدَلُ والإِدغام ، وهو المَسموع في أَكثر الروايات.
واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ : جَعَل دَيْنَه في مُلآءَ بالضمّ والمد ، كذا هو مضبوط في نسختنا.
وهذا الأَمرُ أَمْلأُ بِك ، أَي أَمْلَكُ.
والمُلْأَةُ بالضَّمِّ كالمُتْعَة : رَهَلٌ محرّكة ، يُصيب البَعِيرَ (٥) مِنْ طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ.
والمُلَاءَةُ بالضم والمَدِّ (٦) وهي الإِزار والرَّيْطَةُ بالفَتْح هي المِلْحَفَة ج مُلَاءٌ وقال بعضهم : إِن الجمع مُلأٌ ، بغير مَدٍّ ، والواحد ممدودٌ ، والأَوَّلُ أَثبَتُ ، وفي حديث الاستسقاء : «فَرَأَيْت السَّحابَ ، يَتَمزَّقُ كأَنه المُلَاءُ حِين يُطْوَى» شَبَّه تَفرُّقَ الغَيْم واجتماعِ بعضِه إِلى بعضٍ في أَطرافِ السماءِ بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ثم إِن المُلَاءَة والرَّيْطَة ، قيل : مُترادِفانِ وقيل : المُلَاءَة : هي المِلْحَفَة ذات اللِّفْقَيْنِ ، فإِن كانت ليستْ ذاتَ لِفْقَيْنِ فهي رَيْطَةٌ ، وسيأْتي بيان ذلك إِن شاءَ الله تعالى.
وتَمَلَّأتُ : لَبِستُ المُلَاءَةَ. وتصغيرُ المُلَاءَةِ مُلَيْئَةٌ ، ورد في حَدِيث قَيْلَةَ (٧) : «وعليه أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ» تَصغير مُلَاةٍ (٨) مُثَنَّاة مُخَفَّفة الهمز.
والمُلَاءُ المَحْض في قَوْلِ أَبي خِرَاشٍ الهُذليّ بمعنى الغُبَارِ الخَالِص :
كَأَنَّ المُلَاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِه |
|
صُرَاحِيَّةُ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ |
شَبَّهَه بالمُلَاءِ مِن الثِّيَابِ ، وفي المُعجم : المُلَاءَةُ : القِشْرَة التي تَعْلُو اللَّبَن ، وأَنشدَ قَوْلَ مَطَرٍ :
__________________
(١) زيادة عن النهاية.
(٢) في النهاية : فقال : «أحسنوا ملأ» أي خُلُقاً.
(٣) اللسان : والملأ ... مِلآءٌ.
(٤) كذا بالأصل واللسان ، وفي النهاية وصحيح مسلم «فلْيَتْبع» ضبطت بالتخفيف.
(٥) في القاموس : رهلُ البعيرِ.
(٦) في نسخة أخرى للقاموس : وبالمد.
(٧) عن النهاية ، وبالأصل : «قبله» تحريف.
(٨) في النهاية واللسان : ملاءة.