عنه ، وقد تقدم ، فلعلّه سهو في النقْل أَو حُكِيَ عنه اللفظانِ ، وسبب التوهيم إِياها إِنما هو في ادّعائه القياسَ ، مع أَن المعروف أَن فَعَّالاً لا يُبْنَى من الرُّباعيّ فما فوق ، وإِنما يُبْنَى من الثلاثيّ خاصَّةً ، ومع ذلك مقصورٌ على السّمَاع ، ويجاب عن الجوهريّ بأَنه ثُلاثِيٌّ مَزِيدٌ ، ولم يَعْتبروا الرَّابعَ فتصرَّفوا فيه تَصَرُّف الثلاثيّ ، ولم يعتبروا تلك الزيادة ، قال أَبو عليٍّ الفارسيُّ : هو من باب سَبْطَرَ وحِرْفَتُه اللِّثَالَةُ بالكسر ، كالنِّجارة والتِّجارة ، وقد يقال يَمتنع بِنَاءُ فِعَالة من الرُّباعي فما فوق ذلك ، كما يَمتنع بناء فَعَّال ، فإِثباته فيه مع توهيمه في الثاني تَناقُضٌ ظاهرٌ ، إِلَّا أَنْ يُخرج على كلام أَبي عليٍّ الفارسيّ المتقدِّم.
واللُّؤْلُؤَةُ : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ.
ولأْلأَ الثَّوْرُ بِذَنَبِه : حَرَّكه ، ويقال للثَّوْرِ الوَحْشِيِّ : لأْلأَ بِذنبه.
وإِطلاق اللُّؤْلُؤة على البَقرة مَجازٌ ، كما قاله الراغبُ والزمخشريُّ وابنُ فارسٍ ، ونبَّه عليه شيخُنا ، وهل يقال للذَّكر منها لُؤْلُؤٌ؟ فيه تأَمُّلٌ.
وأَبو لُؤْلُؤَةَ فَيْرُوز المَجوسيّ النَّهاوَنْدِيّ الخَبِيث الملعون غُلَامُ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَة رضياللهعنه قَاتِلُ أَميرِ المؤمنينَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي الله عنه ، طَعنهُ هذا الملعونُ بِخنْجَرٍ في خاصِرَته حين كَبَّر لِصلاة الصُّبْح ، فقال عُمَرُ : قَتَلني الكَلْبُ ، وكانت وفاتُه يومَ الأَربعاء لأَرْبعٍ بَقِينَ مِن ذي الحِجَّة ، سنة ٢٤ وغسَّله ابنُه عبدُ الله ، وكفَّنه في خمْسةِ أَثْوابٍ ، وصلَّى عليه صُهَيْبٌ ، ودُفِن في بَيْتِ عائشةَ بإِذْنِها ، رضياللهعنهم ، مع رسولِ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورأْسُه عند حَقْوَيْ أَبِي بَكْرٍ رضياللهعنه ، ولقد أَظْرفَ من قال :
هذَا أَبُو لُؤْلُؤَةٍ |
|
مِنْهُ خُذُوا ثَارَ عُمَرْ |
ولأْلأَتِ المَرْأَةُ بِعَيْنِها وفي نسخة. بِعَيْنَيْها : بَرَّقَتْهَا (١) ، وهل يقال لأْلأَ الرجُلُ بِعَيْنه بَرَّقَها؟ الظاهر نَعَمْ ، ويحتمل أَن يأْتِيَ مثلُه
في الحيوانات ولأْلأَتِ الفُورُ بالضمّ ، الظِّباءُ ، لا واحد لها من لَفظها ، قاله اللحيانيُّ ، فقول شيخِنا : الواحدُ فَائِرٌ ، منظورٌ فيه ، بِذَنَبهِ ، كذا في النسخَ بتذكير الضمير ، والأَولَى : بِذَنَبِها ، كذا في الصحاح وغيره من كتب اللغة ، ووقع في بعضِ النسخ : الثَّوْرُ بدل الفُورِ ، فحينئذ يَصحُّ تذكير الضمير ، وفي المثل : «لَا آتِيكَ مَا لأْلأَتِ الفُور ، وهَبَّتِ الدَّبُور» أَي الظباءُ وهي لا تزالُ تُبَصْبِصُ بأَذْنابِها ، ورواه اللحياني : ما لأْلأَتِ الفُور (٢) بأَذنابِها. ولأْلأَ» الظَّبْيُ ، مثلُ لأْلأَ الثَّوْرُ ، أَي حَرَّكَه. ولأْلأَت النارُ لأْلأَةً إِذا تَوَقَّدَتْ وتَلأْلأَت النارُ : اضْطَرَمتْ ، وهو مجاز ، كما بعده ولأْلأَتِ العَنْزُ : اسْتَحْرَمَتْ ، وقال الفرَّاء : لَالات العَنْزُ ، فتركوا الهمز ، وعنز مُلال ، فأَعلَّ بترك الهَمز ، ولأْلأَ الدَّمْعَ لأْلأَةً : حَدَرَهُ على خَدَّيْه مِثلَ اللُؤْلُؤ.
ولَوْنٌ لُؤْلُؤَانٌ أَي لُؤْلُئِيٌّ أَي يُشبه اللؤْلُؤَ في صَفائه وبَياضه وبَرِيقه ، قال ابنُ أَحمر :
مَارِيَّةٌ لُؤْلُؤَانُ اللَّوْنِ أَوردها |
|
طَلٌّ وَبَنَّسَ عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ (٣) |
أَراد لُؤْلُؤِيَّتَه بَرَّاقَتَه.
واللَّأْلَاءُ كسلسال : الفَرَحُ التَّامُّ. وَتلأْلأَ النجمُ والقمرُ والبَرْقُ والنارُ : أَضاءَ ولَمعَ ، كلأْلأَ في الكُلّ ، وقيل : اضطربَ بَرِيقُه ، وفي صفته صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَتلأْلأُ وَجْهُهُ تلأْلُؤَ القَمرِ. أَي يُشرِق ويَسْتنيرُ ، مأْخوذٌ من اللُّؤْلُؤِ.
قال شيخُنَا : وأَبو عليّ محمدُ بنُ أَحمد بن عُمَرَ اللُّؤْلُئِي رَاوِي السُّنَن عن أَبي دَاوُودَ ، فلو ذكره المؤلّف بدَلَ أَبي لُؤْلُؤة كان حسناً ، انتهى. قلت : وفاته أَيضاً عبدُ الله بن خالد بن يزيد اللُّؤْلُئِي ، حَدّث بِسُرَّ مَن رأَى ، عن غُنْدُرٍ (٤) ، ورَوْحِ بن عُبَادَة وغيرِهِما ، ترجمه الخطيب ، وأَبو عبد الله محمد بن إِسحاق البَلْخِيّ اللُّؤْلُئِي ، روى عن عَمْرِو بن بَشِير عن أَبيه عن جده ، وعنه مُوسى الحَمَّال ، أَخرج حديثَه البَيْهقِيُّ في الشُّعَب ، كذا في كتاب الزجر بالهجر للسيوطي. ومَسْجِد اللُّؤْلُؤَةِ من مَشاهد مِصْرَ ، وذكره ابنُ الزيَّات في الكَواكِب السَّيَّارة.
__________________
(١) اللسان : برقتهما.
(٢) في الأساس : العُفْرُ.
(٣) بالأصل «بشن» وما أثبتناه «بنس» عن اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وبشن كذا بخطه والنسخ أيضاً ولم أجد بشن في القاموس ولعله مصحف فليحرر».
(٤) واسمه محمد بن جعفر ، وغندر لقب.