وكَشِئَ مِن الطَّعَامِ ، كفَرِحَ كَشَأً (١) وكَشاءً كسَحَابٍ ، الأَخيرة عن كُراع ، وضبطه بعضهم محركة وكذا هو في نسختنا فَهُوَ كَشِئٌ كَكِتفٍ وَكَشِيءٌ كأَميرٍ وَتَكَشَّأَ أَي امْتَلأَ مِنْ الطعام ، ورجُلٌ كَشِيءٌ ممتلىءٌ منه ، وفلان يَتَكَشَّأُ اللحْمَ : يأْكُله وهو يابسٌ كَكَشَأَ ثُلاثِيًّا يَكْشَأُ إِذا أَكل قِطْعَةً من الكَشِيءِ وهو الشِّواءُ المُنْضَج ، فامتلأَ.
وكَشِئَ السِّقَاءُ كَشَأً (٢) بَانَتْ أَدَمَتْه مِنْ بَشَرَتِه بالتحريك فيهما. قال أَبو حنيفة : هو إِذا أُطِيل طَيُّه فَيَبِس في طَيِّه وَتَكَسَّر.
والكَشْءُ : غِلَظٌ في جِلْدِ اليَدِ وتقَبُّضٌ وقد كَشِئَتْ يَدُهُ أَي تَشَقَّقَتْ أَوْ غَلُظَ جِلْدُها وتَقَبَّضَ.
وذُو كَشَاءٍ كَسَحَابٍ ع حكاه أَبو حنيفة ، قال : وقالت جِنِّيَّةٌ : من أَرادَ الشِّفَاءَ من كُلِّ داءٍ فعَلَيْهِ بِنَبَاتِ البُرْقَةِ مِنْ ذي كَشَاءٍ. تَعني بِنَبَاتِ البُرْقَة الكُرَّاثَ وقد يأْتي في موضعه إِن شاءَ الله تعالى.
والكُشْأَةُ ، بالضَّمِّ : العَيْبُ يقال : ما في حَسَبِهِ كُشْأَةٌ ، نقله الصاغاني.
[كفأ] : كَافَأَهُ على الشيء مُكَافَأَةً وكِفَاءً كَقِتَالٍ أَي جَازَاهُ ، تقول : مالي به قِبَلٌ ولا كِفَاءٌ ، أَي مالي به طاقَةٌ على أَنِّي أُكافِئُه وكافأَ [فُلاناً] (٣) مُكافأَةً وكِفَاءً : مَاثَلَه ، وتقول : لا كِفَاءَ له ، بالكسر ، وهو في الأَصل مصدرٌ ، أَي لا نَظِيرَ له ، وقال حَسَّانُ بن ثابت :
وجبريل رسول الله فينا |
|
وَرُوح القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ |
أَي جبريلُ عليهالسلام ليس له نَظِيرٌ ولا مَثيلٌ. وفي الحديث : «فَنَظَر إِليهم فَقال : مَنْ يُكَافِئُ هؤلاءِ» ، وفي حديث الأَحنف : لا أَقَاوِمُ من لا كِفَاءَ لَهُ. يعني الشيطانَ ، ويروى : لا أُقاوِلُ وكافَأَه : رَاقَبَهُ ومن كلامهم : الحَمْدُ للهِ كِفَاءَ الوَاجِبِ ، أَي قدر مَا يَكُونُ مُكَافِئاً لَهُ ، والاسْمُ الكَفَاءَةُ والكَفَاءُ بفتحهما ومَدِّهما ، وهذا كِفَاؤُهُ بالكسر والمدّ ، قال الشاعر :
فَأَنْكَحَها لَا فِي كِفَاءٍ وَلَا غِنًى |
|
زِيَادٌ أَضَلَّ اللهُ سَعْيَ زِيَادِ |
وَكِفْأَتُه (٤) بكسر فسكون وفي بعض النسخ بالفتح والمدّ وكَفِيئُهُ كأَميرٍ وكُفْؤُهُ كقُفْلٍ وكَفْؤُهُ بالفتح عن كراع وَكِفْؤُهُ بالكسر وكُفُوءُه بالضم والمدّ أَي مِثْلُه يكون ذلك في كلّ شيء ، وفي اللسان : الكُفْءُ : النظير والمساوِي ، ومنه الكَفَاءَة في النّكاح ، وهو أَن يكون الزَّوْجُ مُساوِياً للمرأَةِ في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وَبيْتِها وغَيْر ذلك. قال أَبو زيد : سمعتُ امرأَةً من عُقَيْلٍ وزَوْجَها يقرآنِ (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ). وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفاً أَحَدٌ (٥) فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حَركتَها على الفاءِ ، وقال الزجاج في قوله تعالى وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْؤًا أَحَدٌ أَربعة أَوْجُهٍ ، القراءَةُ منها ثلاثةٌ : كُفُؤًا بضم الكاف والفاءِ ، وكُفْأً بضم الكاف وسكون الفاءِ ، وكِفْأً بكسر الكاف وسكون الفاءِ ، وقد قرئ بها ، وكِفَاءٌ بكسر الكاف والمدّ ، ولم يُقْرَأْ بها ، ومعناه : لم يكن أَحدٌ مِثلاً لله تعالى جَلَّ ذِكْرُهُ ، ويقال : فُلانٌ كَفِيءُ فلانٍ وَكُفُؤُ فلانٍ ، وقد قرأَ ابن كَثيرٍ وأَبو عمرو وابنُ عامرٍ والكسائيُّ وعاصمٌ كُفُؤًا مُثقَّلاً مهموزاً ، وقرأَ حَمزة بسكون الفَاء مهموزاً ، وإِذا وَقَف قرأَ كُفَا ، بغير همزة ، واختُلِف عن نافع فَرُوِي عنه كُفُؤًا ، مثل أَبي عمرٍو ، وروي كُفْأً مثل حمزة. ج أَي من كلّ ذلك أَكْفَاءٌ. قال ابنُ سيِده : ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ وحَرِيٌّ أَن يَسَعه ذلك ، أَعني أَن يكون أَكْفاء جَمْعَ كَفْءٍ المَفْتوح الأَوّل. وكِفَاءٌ جمع كَفِيءٍ ، ككِرام وكَريم ، والأَكفاء ، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ ، وحِمْل وأَحمال ، وعُنُقٍ وأَعْنَاق.
وكَفَأَ القومُ : انصرفوا عن الشيءِ وكَفَأَهُ كمَنَعه عنه كَفْأً (٦) : صَرَفَه وقيل كَفَأْتُهم كَفْأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فَصَرفْتَهم عنه إِلى غيره فانكَفَئوا ، [أَي] : (٧) رَجَعُوا. وكَفَأَ الشيءَ والإِناءَ يَكْفَؤُه كَفأً وكَفَّأَه (٨) فَتَكَفَّأَ ، وهو مَكْفُوءٌ : كَبَّهُ. حكاه صاحب الواعي عن الكسائي ، وعبدُ الواحد اللغوي عن ابن الأَعرابي ، ومثله حُكِيَ عن الأَصمعي ، وفي الفَصِيح : كَفَأْتُ الإِناءَ :
__________________
(١) اللسان : كشْأً.
(٢) اللسان : كشْأً.
(٣) عن القاموس.
(٤) في نسخة من القاموس : وكفيأته.
(٥) سورة الاخلاص الآيتان ٣ ـ ٤.
(٦) عن القاموس واللسان ، وبالأصل : (وكفأه كفؤاً) عنه كفأ (صرفه).
(٧) عن اللسان.
(٨) عن اللسان ، وبالأصل كفاءة.