وَأَرْضٌ كَادِئَةٌ أَي بَطِيئَةُ النَّبَاتِ (١) والإِنْبَاتِ. وإِبل كادِئةُ الأَوْبَارِ : قَلِيلَتُها ، وقد كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً ، وأَنشد :
كَوَادِئُ الأَوْبَارِ تَشْكُو الدَّلَجَا
وَكَدِئَ الغُرَابُ كَفَرِحَ والذي في لسان العرب كَدَأَ مفتوحاً (٢) ، ولذا قال شيخنا : وأَما كَدِئَ كسمِع فلغةٌ قليلةٌ : إِذا رأَيْتَه صَارَ كَأَنَّهُ يَقِيءُ في وفي بعض النسخ : من شَحِيجِهِ بالشين المُعجمة ثم الحاء المهملة وبعد الياء جيم ، أَي صَوْته في غِلَظٍ ، كذا هو مَضْبوط في النسخة المقروءَة ، وفي نسخة بالحاءَيْنِ المهملتين بمعنَى الصوتِ مطلقاً ، قاله شيخُنا ، وكذلك نَكِدَ يَنْكَد ، كما سيأْتي وكَدَأَ البَقْلُ إِذ قَصُرَ وخَبُثَ لِخُبْثِ أَرْضِه ، فيكون مجازاً.
وَكَوْدَأَ كحَوْقَلَ كَوْدَأَةً ، إِذا عَدَا أَي أَسرَع في مَشْيِه.
والكِنْدَأْوُ لغة في الكِنْتَأْو هو الجَمَلُ الغَلِيظُ وسيأْتي في كند أَيضاً.
[كرثأ] : الكِرْثِئُ كَزِبْرِجٍ أَهمله الجوهري ، وقال الأَصمعي : هو السَّحَابُ المُرتَفِعُ المُتَراكِمُ بعضه على بعضٍ ، كأَنه لغة في الكِرْفِئِ بالفاءِ وقَيْضُ البَيْضِ وهو قِشرته العُلْيَا اللازِقة بالبياض ، لغةٌ في الكِرْفئَ أَيضاً والكِرْثِئَةُ بهاءٍ وقد يُفْتَحُ أَوَّله ، على الفتح اقتصر الصغاني : النَّبْتُ المُجْتَمِعُ المُلْتَفُّ ورُغْوَةُ المَخْضِ (٣) إِذا حُلِب عليه لَبنُ شاةٍ فارتفع ، كلّ ذلك ثلاثي عند سيبويه وكَرْثَأَ شَعَرُه وغَيْرُه كالسحاب : كَثُرَ والتفَّ ، في لغة بني أَسدٍ ، كما في المحكم وَتَرَاكَمَ ، كَتَكرْثَأَ يقال : تَكَرْثَأَ الناسُ إِذا اجتمعوا.
ويقال : بُسْرٌ كَريثَاءُ وقَرِيثَاءُ وَكَرَاثَاءُ وقَرَاثَاءُ أَي طَيِّبٌ نَضِيجٌ صالحٌ حَسَنٌ ، أَطْبَق أَئمّةُ اللغةِ على ذِكره في كَرَث ، كذِكر القَرِيثاء في قَرث ، والمصنف خالفهم في الكَرِيثاء فذكره في الهمزة ، ووافقهم في القَرِيثاء مع أَن حالهما واحد ، وقال ابن الشيباني : القَرِيثَاء والكَرِيثَاء : ضَرْبٌ من التَّمْرِ ، وقيل : هو من البُسْرِ ، وهو أَسودُ سَرِيعُ النَّفْضِ لِقشْرِهِ عَن لِحَائِه وعبارَةُ الفصيح : هو بُسْرٌ قَرِيثاءُ وكَرِيثَاءُ وقَرَاثَاءُ وكَرَاثَاءُ ، كلُّ ذلك لضرْبٍ من البُسْرِ معروفٍ ، ويقال إِنه أَطْيَبُ التَّمْر بُسْراً ، والبُسْرُ أَخْضَرُ التَّمْرِ ، قال شيخنا : واقتصر الكِسائي عَلَى القَرِيثَاء ، بالمدّ ، وأَبو القَدَّاح (٤) على القَرِيثا ، بالقَصْرِ ، وأَغفل الجوهريُّ الكَريثاء والكَراثَاء ، والمصنّف الكَراثاء في المثلثة ، وذكرهما معاً في المهموز ، انتهى ، وسيأْتي الكلام عليه إِن شاءَ الله تعالى في محلّه.
[كرفأ] : الكِرْفِئُ كَزِبرِجٍ هو الكِرْثِئُ بالثاء المثلثة : سَحَابٌ مُتَرَاكِمٌ ، وا بهاء ، وفي الصحاح : الكِرْفِيُّ : السحابُ المرتفِعُ الذي بعضُه فوق بعضٍ والقِطُعَةُ منه كِرْفِئَةٌ ، قالت الخنساءُ :
كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذَاتِ الصَّبِي |
|
رِ تَرْمي السَّحَابَ ويُرْمَى لَهَا (٥) |
وقد جاء أَيضاً في شِعر عامِر بنِ جُوَيْنٍ الطائيِّ يَصِف جَارِيَةً ، وقال شيخُنا : جَيْشَا :
وَجَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ المُلُو |
|
كِ قَعْقَعْتُ بِالخَيْلِ خَلْخَالها |
ككِرْفِئةٍ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِي |
|
رِ تَأْتِي السَّحَابَ وَتَأْتَالَهَا |
ومعنى تَأْتَالُ : تُصْلِحُه (٦) ، وأَصْلُه تَأْتَوِلُ ، ونَصبه بإِضمار أَن ، ومثلُه بيتُ لَبيدٍ :
بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَةٍ (٧) |
|
بِمُؤَثَّلٍ تَأْتَالُهُ إِبْهَامُهَا |
أَي تُصْلِحه ، وهي تَفْتَعِل من آل يَؤُولُ ، ويروي : تَأْتَالهُ إِبهَامُها [بفتح اللّام ، من تَأْتَاله] ، على أَن يكون أَراد تَأْتِي له فأَبْدَل من الياء أَلفاً ، كقولهم في بَقِيَ بَقَا ، وفي رَضِيَ رَضَا.
وكَرْفَأَتِ القِدْرُ إِذا أَزْبَدَتْ لِلْغَلْيِ.
وَتَكَرْفَأَ السحابُ بمعنى تَكَرْثأَ ، والكَرْفأَةُ : الكَرْثَأَةُ وقد أَعاده المؤلف في كرف ، وتبع هنا الجوهريّ ، غير مُنبِّه عليه ، فإِن الذي قاله أَئمّة اللغة إِنّ التاء مُبدَلة من الفاء.
__________________
(١) في المجمل : وأرض كدئة وكادثة : بطيئة الإنبات.
(٢) كذا ، ونص اللسان كالقاموس.
(٣) اللسان : المحض.
(٤) كذا ، وورد في مادة (قرث) : أبو الجراح.
(٥) ورد في اللسان مرة كالأصل «ويُرمى لها» ومرة «ويَرمي لها».
(٦) اللسان : تصلح.
(٧) عن الديوان وبالأصل «وحدب كرينة».