وتَكَأْكَأَ القومُ : ازْدَحَمُوا. وفي حَدِيث الحَكَم بنِ عُتَيْبَةَ : خَرَجَ ذاتَ يَوْمٍ وقد تَكَأْكَأَ الناسُ عَلَى أَخِيهِ عِمْرَانَ فقالَ : سُبحانَ الله : لَوْ حَدَّثَ الشَّيْطَانُ لتَكَأْكَأَ النَّاسُ عَلَيْهِ. أَي عَكَفُوا عليه مُزْدَحِمِينَ.
وتَكَأْكَأَ الرجلُ في كَلامِه : عَيَّ فلم يَقْدِر على أَن يتكَلَّمَ ، عن أَبي زيدٍ ، ويُرْوَى عن الليْثِ : وقد تَكَأْكَأَ إِذا انْقَدَعَ. وقال أَبو عمرٍو : المُتَكَأْكِئُ هو القَصِيرُ كذا في اللسان.
[كتأ] : الكَتْأَةُ على فَعْلَةٍ مهموز : نَبَاتٌ كالجِرْجِيرِ يُطْبَخ فيُؤْكل ، قال أَبو مَنصورٍ : هي الكَثَاةُ ، بالثاء ولم يهمز وتُسمَّى النَّهْقَ ، قاله أَبو مالكٍ وغيره.
والكِنْتَأْوُ كَسِنْدَأْوٍ صرِيحُ كلام النُّحاة أَن النُّونَ زائدةٌ ، فوزنه فِنْعَلْوٌ ، وقيل هو من كَنَتَ ، فالهمزة والواو زائدتانِ : الحَبْلُ الشَّدِيد (١) كذا في النُّسخ بالحاء المهملة وسُكون المُوحَّدَة ، وفي بعضها بالميم بدل الموحدة ، وفي بعضها الجَمَل بالجيم والميم ، وهكذا هو مَضبوط في الخُلاصة والمشوف ، وغَلِطَ من ضَبط خِلَاف ذلك ، والرجلُ العَظِيمُ اللِّحْيَةِ الكَثُّهَا هكذا مَثَّلَه سِيبويهِ وفَسَّره السّيرافِي ، أَو الحَسَنُها وهذا عن كُراع.
[كثأ] : كثأَ اللبَنُ وكَثَعَ كمَنَعَ يَكْثَأُ كَثْأً إِذا ارتَفَعَ فوق الماءِ وَصَفَا الماءُ مِن تَحْتِه قاله أَبو زيد ، ويقال كَثَأَ وكَثَعَ إِذا خَثُرَ وَعَلَاه دَسَمُه. وكَثَأَتِ القِدْرُ كَثْأً : أَزْبَدَتْ لِلْغَلْيِ وكَثَأَ القِدْرُ إِذا أَخَذَ زَبَدَها وهو ما ارتفع منها بعْدَ الغَلَيانِ وكَثَأَ النَبْتُ والوَبَرُ كَثأَ كَثْأً وهو كائِئ : نَبَتَ طَلَعَ أَو كَثُفَ وَغَلُظَ وطَالَ وكَثَأَ الزَّرْعُ غَلُظَ والْتَفَّ ، كَكَثَّأَ مُشدَّدًا تَكْثِئَةً في الكُلِّ مما ذُكِرَ من اللَّبَنِ والوَبَرِ والنَّبْتِ ، وكذا في اللِّحْيَةِ وسَتُذكَر ، هذا هو المفهومُ مِن كلامِ الأَئمَّةِ ، بل صرَّح به ابنُ مَنظورٍ وغيرُه ، وكلامُ المُؤَلِّف يُوهِم استعمالَ التَضْعِيفِ في اللَّبَنِ والقِدْرِ أَيضاً ، وهو خِلافٌ ما صَرَّحُوه ، فافْهَمْ ، وقد سَكتَ عنه شيخُنا تَقصيراً ، وأَوْرَدَ عن ابنِ السِّكّيت شاهداً في اللِّحْيَة في غير مَحلِّه ، وهو عَجيبٌ.
وكَثُأَةُ اللبن بالفتح ويُضَمُّ والكَثْعَةُ بالعين : مَا عَلَاهُ من الدَّسَمِ والخُثُورَة ، أَو هو الطُّفَاوَةُ مِن فَوْق الماءِ. وَكُثْأَة القِدْرِ : زَبَدُها ، يقال : خُذْ كَثْأَةَ قِدْرِك وكُثْأَتَها ، وهو ما ارتفعَ منها بعدَ ما تَغْلِي.
ويقال : كَثَّأَ تَكْثِيئاً إِذا أَكَلَ ذلك أَي ما على رَأْسِ اللَّبَنِ ، فاستعمالُ المَزِيد هنا بِمعنًى سِوى ما تَقدَّم في لِسان العرب ، قال أَبو حاتم : من الأَقِطِ الكَثْءُ وهُو ما يُكْثَأُ في القِدْرِ ويُنْصَبُ ، ويكون أَعلاه غَلِيظاً (٢). وأَمَّا المُصرَعُ (٣) فالذي يَخْثُر ويكاد يَنْضَجُ والعاقِدُ : الذي ذَهَب ماؤُه ونَضِجَ ، والكَرِيصُ : الذي طُبِخَ مع النَّهَق أَو الحَمَصِيصِ (٤) ، وأَمَّا المَصْلُ فمِن الأَقِطِ يُطْبَخ مَرَّةً أُخْرَى ، والثَّوْرُ : القِطْعَة العَظيمة منه.
وكَنْثَأَتِ اللِّحْيَةُ ، بزيادَة النون ، ويروي : كَنْتَأَت بالتاءِ المُثنَّاة الفَوْقِيَّة ، كذا في لسان العرب ، ومن هنا جَعله المُصنِّف مادَّةً وحْدَها : طَالَتْ وكَثُرَتْ أَي غَزُر شَعَرُها كَكَثَأَتْ ثُلَاثِيّاً وكَثَّأَتْ مَزِيداً ، وأَنشد ابنُ السِّكّيت :
وَأَنْتَ امْرُؤٌ قَدْ كَثَّأَتْ لَكَ لِحْيَةٌ |
|
كَأَنَّكَ مِنْهَا قَاعِدٌ فِي جُوَالِقِ |
هذا مَحلٌّ إِنشاده ، ويروى «كَنْشَأَتْ» والكِنْثَأْو : الكِنْتَأْوُ بمعنىً ، وقد عرفْتَ أَن التّاءَ لُغةٌ في الثاء. ولِحْيَةٌ كَنْثَأَةٌ ، وإِنّه لَكَنْثاءُ (٥) اللِّحْيَة وكَنْثَؤُها وسيأْتي البحثُ أَيضاً مع المناسبة إِن شاءَ الله تعالى.
والكَثْأَةُ بالفتح (٦) والكَثَاةُ كَقَناةٍ بلا هَمْزٍ ، نقلَه أَبو حنيفةَ عن بعضِ الرُّوَاةِ هو الكُرَّاثُ وقيل : الحِنْزَابُ ، وقيل : بَذْرُ الجِرْجيرُ قاله أَبو منصور أَو بَرِّيُّهُ لا بُسْتَانِيُّهُ ، وقال أَبو مالكٍ : إِنها تُسَمَّى النَّهَق ، وسيأْتي تَفْصِيلُه في ن ه ق.
[كدأ] : كَدَأَ النَّبْتُ كَجَمَعَ وَسمِعَ يَكْدَأٌ كَدْأَ بفتح فسكون وكُدُوءاً بالضم ، أَي أَصابَهُ البَرْدُ فَلَبَّدَهُ في الأَرْضِ أَي جعل بعضَه فوق بعضٍ أَو أَصابه العَطَشُ فَأَبْطَأَ نَبْتُه ، وَكَدَأَ البَرْدُ الزَّرْعَ كمَنَعَ وهو الأَكثر : رَدَّهُ في الأَرضِ بأَن وَقَف أَو انْتُكِس أَو أَبطأَ ظُهورُه كَكَدَّأَهُ تَكْدِئَةً.
__________________
(١) القاموس : الجمل الشديد.
(٢) زيد في اللسان : وأسفله ماء أصفر.
(٣) كذا بالأصل واللسان ، وفي هامشه «قوله وأما المصرع» كذا ضبطت الراء فقط في نسخة من التهذيب».
(٤) عن اللسان ، وبالأصل «الحمضيض».
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «لكنتأ».
(٦) ضبطت في اللسان بالضم.