وقَيَّأَهُ الدَّوَاءُ وَأَقَاءَه بِمَعْنًى ، أَي فعل به فِعْلاً يَتَقَيَّأُ منه ، وقَيَّأْتُه أَنا ، وشَرِبْتُ القَيُوءَ فَمَا قَيَّأَني والاسمُ القُيَاءُ ، كَغُرَاب فهو مِثلُ العُطَاسِ والدُّوَارِ ، وفي الحديث : «الرّاجِعُ في هِبَتِه كالرَّاجِعِ في قَيْئِه ، وفيه «مَن ذَرَعَه القَيْءُ وهو صَائِمٌ فلا شَيْءَ عليه ، ومَن تَقَيَّأَ فَعَلَيْه الإِعادَةُ» أَي تَكَلَّفه وتَعَمَّده.
وقَيَّأْتُ الرَّجُلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يَتَقَيَّأ منه.
وَقَاءَ فُلانٌ ما أَكَلَ يَقِيئُه قَيْئاً إِذا أَلقَاهُ ، فهو قَائِئٌ (١). ويقال : به قُيَاءٌ (٢) إِذا جَعل يُكْثِر القَيْءَ.
والقَيُوءُ بالفتح على فَعُولٍ ما قَيَّأَكَ ، وفي الصحاح : الدَّوَاء الذي يُشْرَب للقَيْءِ ، عن ابن السّكّيت ، والقَيُوءُ : الكَثِيرُ القَيْءِ كَالقَيُوِّ كَعَدُوٍّ حكاه ابن الأَعرابيّ ، أَي بإِبدال الهمزةِ واواً وإِدْغامِه في واوِ فَعُولٍ ، قالَه شيخُنا. وقال صاحبُ اللسان وتبعه صاحبُ المشوف : فإِن كان إِنما مَثَّلَهُ بعَدُوٍّ في اللفْظِ فهو وَجِيهٌ ، وإِن كان ذَهَبَ به إِلى أَنه مُعْتَلٌّ فهو خَطَأٌ ، لأَنَّا لا نَعْلَم قَيَيْتُ ولا قَيَوْتُ ، وقد نَفَى سِيبويهِ قَيَوْتُ وقال : ليس في الكلامِ مثلُ حَيَوْتُ ، فإِذاً ما حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ مِن قولهم قَيُوٌّ إِنما هو مُخَفَّفٌ من رَجُل قَيُوءٍ ، كَمَقْرُوٍّ في مَقْرُوءٍ ، قال : وإِنما حَكَيْنَا هذا عن ابنِ الأَعرابيِّ لِيُحْتَرَس مِنْه ، ولئلَّا يَتوَهَّمَ أَحدٌ أَنّ قَيُوّاً مِن الواو أَو الياءِ ، ولا سِيَّمَا وقَد نَظَّرَهُ بِعَدُوٍّ وهَدُوٍّ ونَحْوِهِما مِن بنَاتِ الواو والياء ، وَدَوَاؤُه المُقَيِّئُ كمُحَدِّثٍ والمُقْيِئُ ، كمُكْرِم ، على القياس من أَقاءَه ، وفي بعض النسخ ودَوَاءُ القَيْءِ أَي أَن القَيُوءَ يُطلَق ويُراد به دَوَاءُ القَيْءِ أَي الذي يُشْرَب للقَيْءِ ، والشخْصُ مُقَيَّأٌ كمُعْظَّم.
وقاءَت الأَرضُ الكَمْأَةَ : أَخرَجَتْها وأَظْهَرَتْهَا ، وفي حديث عائشةَ تَصِفُ عُمَر : وبَعَجَ الأَرْضَ فَقاءَتْ أُكُلَها ، أَي أَظْهَرَتْ نَباتَها وخَزَائِنَها. والأَرضُ تَقِيءُ النَّدَى ، وكلاهما على المَثَلِ وفي الحديث : «تَقِيءُ الأَرْضُ أَفلاذَ كَبِدِهَا» أَي تُخْرِج كُنوزَها وتَطْرَحُها على ظَهْرِها. قلت : وهو من المجاز.
وَتَقَيَّأَت المرأَةُ إِذا تَهَيَّأَت لِلْجِمَاع وتَعَرَّضَتْ لِبَعْلِها لِيُجَامِعَها وأَلْقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ وعن الليث (٣) : تَقَيُّؤُها : تَكَسُّرُها له وإِلقاؤُها نَفْسَها عليه ، قال الشاعر :
تَقَيَّأَتْ ذَاتُ الدَّلَالِ وَالخَفَرْ |
|
لِعَابِسٍ جَافِي الدَّلالِ مُقْشَعِرْ |
وقال المناوي : الظاهِرُ أَنَّ البَعْلَ مِثالٌ ، وأَن المُرادَ الرَّجُلُ بَعْلاً أَوْ غَيْرَه ، وأَنَّ إِلْقاءَ النَّفْسِ كَذلِكَ. وقال الأَزهريّ : تَقَيَّأَت ، بالقافِ ، بهذا المعنى عِندي تَصْحِيفٌ ، والصَّوابُ تَفَيَّأَت ، بالفاء ، وتَفَيُّؤُهَا تَثَنِّيها وتَكسُّرُها عَلَيْه ، من الفَيْءِ وهو الرُّجُوع.
وثَوْبٌ يَقِيءُ الصِّبْغَ ، أَي مُشْبَعٌ (٤) على المَثَلِ ، وعليه رِدَاءٌ وإِزَارٌ يَقِيآنِ الزَّعفرانَ ، أَي مُشْبَعَانِ.
وقَاءَ نَفْسَه ولَفَظ نَفْسَه : مَات ، وانتهى (٥).
فصل الكاف
مع الهمزة
[كأكأ] : كَأْكَأَ كَأْكَأَةً كدَحْرَجَةٍ إِذا نَكَصَ أَي تَأَخَّرَ وجَبُنَ ، واقتصر الجوهري على نَكَصَ ، وزاد صاحبُ العُبابِ : جَبُن ، وَإِيَّاه تَبع المُصنّف كَتَكَأْكَأَ وتَكَعْكَعَ.
والكَأْكَاءُ كسَلْسَالٍ عن أَبي عمرٍو أَنه الجُبْنُ الهالِعُ ، وهو أيضاً عَدْوُ اللِّصِّ هو جَرْيُهُ عند فِرَارِه.
وتَكَأْكَأَ تَكَأْكُؤاً : تَجَمَّعَ ، نقله الجَوهريُّ وغيرُه كَكَأْكَأَ ثلاثيًّا. وسقط عيسى بنُ عُمَرَ النحويُّ عن حِمارٍ له ، فاجتمع عليه الناسُ ، فقال ما لَكُم تَكَأْكَأْتُمْ علَيَّ تَكَأْكُؤَكُمْ عَلَى ذِي جِنَّةٍ فَافْرَنْقِعُوا (٦). أَي اجتمعْتُم ، تنَحَّوْا عَنِّي ، هذا هو المَشهور ، والذي في الفائق نَقلاً عن الجاحظ أَن هذه القِصَّةَ وقَعَت لأَبي عَلْقَمةَ في بَعْضِ طُرُقِ البَصْرَة ، وسيأْتي مثلُ ذلك عن ابنِ جِنّي في الشَّوَاذّ في تركيب ف ر ق ع ، ويروي : عَلَى ذِي حَيَّةٍ أَي حَوَّاءٍ.
__________________
(١) اللسان : قاءٍ.
(٢) زيد في اللسان : بالضم والمد.
(٣) العبارة في اللسان : تقيأت المرأة لزوجها ، وتقيؤها : تكسرها له وإلقاؤها نفسها عليه وتعرضها له.
(٤) في اللسان والأساس : إذا كان مشبعاً.
(٥) ومن المجاز ـ ما ذكر في الأساس : قاءت الطعنة الدم. وأكلت مال الله فعليك أن تقيئه.
(٦) في اللسان : افرنقعوا عني.