كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ (١) |
|
إِذَا هَبَّتْ لِقَارِئها الرِّياحُ |
أَي لوقت هُبُوبِها وشِدَّتِها وشِدَّةَ بَرْدِها ، والعَقْرُ مَوْضِعٌ ، وشَلِيلٌ (١) : جَدُّ جَرِيرِ بن عبدِ الله البَجَلِيّ ، ويقال : هذا وَقْتُ قَارِئ الرِّيح : لوقت هُبوبها ، وهو من باب الكاهِل والغَارِب ، وقد يَكون على طَرْح الزائد.
وأَقْرأَ مِن سَفَره : رَجَع إِلى وَطَنه وأَقْرَأَ أَمْرُكَ : دَنَا وفي الصحاح : أَقْرَأَتْ حَاجَتُه (٢) : دَنَتْ وأَقرأَ حاجَتَه : أَخَّرَ ويقال : أَعَتَّمْتَ قِرَاكَ أَو (٢) أَقْرَأْتَهُ ، أَي أَخَّرْتَه وحَبَسْتَه (٣) وقيل : اسْتَأْخَرَ ، وظن شيخُنا أَنه من أَقرَأَتِ النجومُ إِذا تَأَخَّرَ مَطَرُها فَورَّكَ على المُصَنِّف ، وليس كذلك وأَقْرأَ النَّجْمُ غَابَ أَو حَانَ مَغِيبُه ، ويقال أَقرَأَت النجومُ : تَأَخَّرَ مَطَرُها ، وأَقرأَ الرجلُ من سفره : انْصَرَفَ منه إِلى وَطَنِه وأَقرأَ : تَنَسَّكَ ، كَتَقَرَّأ تَقَرُّؤاً ، وكذلك قَرَأَ ثُلاثِيّاً.
وقَرَأَتِ الناقَةُ والشاةُ : حَمَلَتْ وناقَةٌ قارِئٌ ، بغير هاء ، وما قرَأَتْ سَلاً قَطُّ : ما حَمَلَتْ مَلْقُوحاً. وقال اللِّحيانِيُّ : معناه. ما طَرَحَتْ ، وروى الأَزهريّ عن أَبي الهيثم أَنه قال : يقال : ما قَرأَتِ الناقَةُ سَلاً قَطُّ ، وما قَرأَتْ مَلْقُوحاً (٤) ، قال بعضُهم : لم تَحْمِلْ في رَحِمِها ولداً قَطُّ ، وقال بعضُهم : ما أَسقطَتْ وَلداً قَطُّ ، أَي لم تَحْمِل ، وعن ابنِ شُمَيْل : ضَربَ الفَحْلُ الناقةَ على غَيْر قُرْءٍ ، وقُرْءُ الناقةِ : ضَبَعَتُهَا ، وهذه ناقةٌ قارِئٌ وهذه نُوقٌ قَوَارِئٌ ، وهو مِنْ أَقرأَت (٥) المَرْأَة ، إِلا أَنه يقال في المرأَة بالأَلف ، وفي الناقة بغير أَلف.
وقَرَأَ الشيءَ : جَمَعَه وضَمّه أَي ضَمَّ بعْضَه إِلى بعضٍ ، وقَرأْتُ الشيْءَ قُرْآناً : جَمعْتُه وضمَمْتُ بعْضَه إِلى بعضٍ ، ومنه قولُهم : ما قَرأَتْ هذه الناقةُ سَلاً قَطُّ وما قَرَأْتْ جَنِيناً قَطُّ ، أَي لم تَضُمَّ (٦) رَحِمُها على وَلَدٍ ، قال عَمْرُو بن كُلْثُومٍ :
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بِكْرٍ |
|
هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا |
قال أَكثر الناس : معناه : لم تَجْمَعْ جَنِيناً ، أَي لم يَضُمَّ (٧) رَحِمُها على الجَنين ، وفيه قَوْلٌ آخَرُ «لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا» أَي لم تُلْقِه ، ومعنى (قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) (٨) لَفَظْتَ به مَجموعاً ، أَي أَلْقَيْتَه ، وهو أَحدُ قَوْلَي قُطْرُبٍ. وقال أَبو إِسحاق الزجّاج في تفسيره : يُسَمَّى كَلامُ الله تعالى الذي أَنزلَه على نَبِيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كِتاباً وقُرآناً وَفُرْقَاناً ، ومعنى القُرآن الجَمْعُ ، وسُمِّي قُرآناً ، لأَنه يَجْمَعُ السُّوَرَ فَيْضُمُّها ، وقوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (٩) أَي جَمْعَه و (٩) أَي قِرَاءَتَه. قال ابنُ عَبَّاسٍ : فإِذا بَيَّنَّاهُ لَك بِالقِراءَةِ ، فَاعْمَلْ بِمَا بَيَّنَّاهُ لَكَ ، ورُوِي عن الشافعيّ رضياللهعنه أَنه قَرَأَ القُرآن على إِسْمَاعِيلَ بنِ قُسْطَنْطِينَ ، وكان يقول : القُرَانُ اسْمٌ وليس بمهموزٍ ولم يُؤْخَذ من قَرَأْتُ ، ولكنه اسمٌ لِكتاب الله ، مثل التوراة والإِنجيل ، ويَهْمِزُ قَرأْتُ ولا يَهْمِزُ القُرَانَ ، وقال أَبو بكرِ بنُ مُجاهِدٍ المُقْرِئُ : كان أَبو عَمْرو بنُ العلاءِ لا يَهْمِزِ القُرانَ ، وكان يَقْرَؤُه كما رَوَى عن ابنِ كَثِيرٍ ، وقال ابنُ الأَثيرِ : تَكرَّر في الحَديث ذِكْرُ القِرَاءَةِ والاقْتِرَاءِ والقَارِئِ والقُرآنِ ، والأَصلُ في هذه اللفظةِ الجَمْعُ ، وكُلُّ شيْءٍ جَمعْتَه فقد قَرَأْتَه ، وسُمِّيَ القُرآنَ لأَنه جَمَع القِصَصَ والأَمْرَ والنَّهْيَ والوَعْدَ والوَعِيدَ والآيَاتِ والسُّوَرَ بَعْضَهَا إِلى بعْضٍ ، وهو مَصْدَرٌ كالغُفْرانِ (١٠) ، قال وقَد يُطْلَق على الصَّلاةِ ، لأَن فيها قِراءَةً ، من تَسْمِيَةِ الشيء ببعضه (١١) ، وعلى القِراءَةِ نَفْسِها ، يقال قَرَأَ يَقْرَأُ (١٢) قُرْآناً. وقد تُحْذَف الهمزةُ تَخفيفاً ، فيقال قُرَانٌ وقَرَيْتُ وقَارٍ ، ونحو ذلك من التصريف.
وقَرَأَت الحامِلُ وفي بعض النسخ الناقَةُ ، أَي وَلَدَتْ وظاهره شُمُولُه للآدَمِيِّينَ.
والمُقَرَّأةُ ، كَمُعَظَّمَةٍ هي التي يُنْتَظَرُ بها انْقِضَاءُ أَقْرَائِهَا
__________________
(١) في اللسان : شليل بالتصغير.
(٢) اللسان : أم.
(٣) اللسان : أي أحبسته وأخرته.
(٤) زيد في اللسان : قط.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل : أقراء.
(٦) اللسان ؛ يضطمّ.
(٧) سورة النحل الآية ٩٨.
(٨) سورة القيامة الآية ١٧.
(٩) سورة القيامة الآية ١٨.
(١٠) في النهاية واللسان : كالغفران والكفران.
(١١) في النهاية : قراءة ، تسميةً للشيء ببعضه.
(١٢) كذا بالأصل ، والعبارة في النهاية : قرأ يقرأ قراء وقرآناً ، والاقتراء افتعال من القراءة.