رِدْءاً يُصَدِّقُنِي) (١) وفلانٌ رِدْءٌ لِفلانٍ ، أَي يَنْصره ويَشُدُّ ظَهْره والرِّدْءُ : المَادَّةُ والعِدْلُ الثَّقِيلُ واحدُ الأَرْدَاءِ ، وعَدَّلُوا الرِّدْأَيْنِ : العِدْلَيْنِ ، لأَن كُلًّا منهما يَرْدَأُ الآخر ، وهو مَجازٌ.
وتقول : قد اعْتَكَمْنَا أَرْداءً لنا ثِقَالاً ، أَي أَعْدَالاً ، كلُّ عِدْلٍ منها رِدْءٌ.
وَرَدَأَهُ أَي الشيءَ به أَي الشيءِ كمَنَعَه : جَعَلَه له رِدْأً وقُوَّةً وعِمَاداً قال الليث : تقول رَدَأْتُ فلاناً بكذا وكذا ، أَي جعلته قُوَّةً له وعِماداً وردَأَ الحائطَ إِذا دَعَمَهُ قال ابن شُمَيْلٍ :
ردَأْتُ الحائِطَ أَرْدَؤُهُ ، إِذا دَعَمْتَه بِخَشَبٍ أَو كَبْشٍ يَدْفَعُه أَن يَسْقُطَ كَأَرْدَأَهُ في الكُلّ ، وأَردأْتُه بنفسي إِذا كنتُ له رِدْأً ، وأَرْدَأْتُ فُلاناً رَدَأْتُه وصرتُ له رِدْءًا أَي مُعِيناً. وَتَردَّأَ القَوْمُ وَتَرَادَءُوا (٢) : تَعاوَنُوا ، قاله الليث ، وقال يونس : وأَردَأْتُ الحائطَ بهذا المعنى ، أَي بمعنى رَدَأْت.
وردَأَه بِحَجَرٍ : رَماه به كَدَرَأَه (٣) والمِرْدَاة (٤) : الحَجَرُ الذي لا يكاد الرجُل الضابِط يَرْفعُه بيدَيْه ، يأْتي في المعتل.
وردأَ الإِبلَ : أَحْسَنَ القِيَامَ عليها بالخدمة ، والراعي يَرْدَأُ الإِبلَ : يُحسِن رَعْيَها (٥) فيُقِيمُ حَالَها ، وهذا من المجاز لأَنه من رَدَأْتُ الحائطَ وأَرْدَأْتُه : دَعَمْته كذا في أَحكام الأَساس.
وأَرْدَأَهُ : أَعانَه ، بنفسه كَردَأْتُه وأَردَأَ هذا الأَمرُ على غيرهِ : أَرْبَى ، يُهمز ولا يُهمز ، وأَردَأَ على مائَةٍ : زادَ عليها ، مهموزاً عن ابن الأَعرابيّ ، والذي حكاه أَبو عُبيدٍ :
أَرْدَى. وقوله :
فِي هَجْمَةٍ يُرْدِئُهَا وَيُلْهِيهْ
يجوز أَن يكون أَراد يُعِينها ، وأَن يكون أَرادَ يَزِيد فيها ، فحذفَ الحَرْفَ وأَوْصَلَ الفِعْلَ ، ويقولون : أَردَأَ على السِّتّين ، وقال الليثُ : لُغة العَربِ أَرْدَأَ على الخَمسين ، إِذا زاد. قال الأَزهريُّ : لم أَسمع الهَمْزَ في أَرْدَى لغيرِ الليْثِ وهو غَلَطٌ ، فمن هُنا تعرف أَن الذي ذَكره المؤلف هو قولُ الليث فقط ، مخالفاً للجُمهور ، ولم يُشِرْ إِلى ذلك.
وأَردَأَ السِّتْرَ : أَرْخَاهُ وأَردَأَه سَكَّنَه ، وأَفْسَدَه يقال : أَردأْتُه أَفسَدْتُه وأَردأَه : أَقَرَّهُ على ما كان عليه.
وأَردأَ : فَعلَ فِعْلاً رَدِيئأً يقال أَردَأَ الرجلُ فعل (٦) شيئاً رَدِيئاً ، وأَردَأْتُ الشيءَ : جَعَلْتُه رَدِيئاً أَو أَصابَهُ يقال إِذا أَصابَ الإِنسانُ شيئاً رَدِيئاً فهو مُرْدِئٌ ، وكذا إِذا فعل شيئاً رديئاً.
وردُؤَ كَكَرُمَ اقتصر عليه الجوهري وابن القُوطِيّة وابنُ القطَّاع وابنُ سيده وابن فارس ، وحكى ثعلبٌ فيه التثليث ، وهو غريبٌ ، وأَغرب منه ما حكاه الفَّيُّوميُّ في المِصباح : وَرَدَا يَرْدُو (٧) كَعَلا يَعْلُو لُغةٌ (٧) ، فهو رَدِيٌّ بالتثقيل ، وزعم ابنُ دُرُستَويه في شَرْح الفَصيح أَنه أَخطَأَ ، وأَنها لغةُ العامَّة ، وقد أَغفَلَها المُصنّف في المُعتّل ، كما أَغفل لغتينِ هنا ، قاله شيخنا ، يَرْدُؤُ رَدَاءَةً ككَرامَةٍ : فَسَدَ وقال شُرَّاح الفصيحِ : ضَعُفَ وعَجَزَ فاحتاجَ فهو رَدِيءٌ فاسد ، وهذا شيءٌ رَدِيءٌ بَيِّنُ الرَّدَاءَةِ ، ولا تقل الرَّدَاوَة ، أَي لأَنها خَطأٌ. كما تقدَّم ، والرَّدِيءُ : المُنكَر المَكروه. ورجل رَدِيءٌ كذلك من قوم أَرْدِئَاءَ ، بهمزتين فهو جَمْعُ رَدِيءٍ عن اللحيانيِّ وحدَه. وإِذا تأَمَّلْتَ ما ذكرناه آنفاً ظهر لك أَن لا إِجحافَ في عِبارة المؤلف ولا تقصيرَ ، كما زعمه شيخُنا.
[رزأ] : رَزأَهُ مالَه ، كجَعَله وعَلِمه يَرْزَؤُه بالفتح فيهما رُزْأً بالضمِّ : أَصاب منه أَي مِن ماله شَيْئاً ، كارْتَزَأَهُ مالَه أَي مثل رَزِئَه ، وَرَزَأَهُ يَرْزَؤُه رُزْأً وَمَرْزِئَةً : أَصَاب منه خَيْراً ما كان ، وَرَزَأَ فلانٌ فلاناً إِذا بَرَّه ، مهموزٌ وغير مهموز ، قال أَبو منصور : أَصله مهموز فَخُفِّف (٨) وكُتب بالأَلف. ورزأَ الشَّيْءَ : نَقَصَه. والرَّزِيئَةُ : المُصيبة بفَقْدِ الأَعزّة كالرُّزْءِ والمَرْزِئَةِ قال أَبو ذُؤيب :
أَعَاذِلَ إِنَّ الرُّزْءَ مِثْلُ ابنِ مَالِكٍ |
|
زُهَيْرٍ وَأَمْثَالِ ابنِ نَضْلَةَ وَاقِدِ |
أَراد مِثل رُزْءِ ابنِ مالكٍ. وقد رَزَأَتْهُ رَزِيئةٌ أَي أَصابَتْه مُصِيبة ، وقد أَصابَه رُزْءٌ عظيم ، وفي حديث المرأَةِ التي
__________________
(١) سورة القصص الآية ٣٤.
(٢) عن اللسان ، وبالأصل : وتردّؤوا.
(٣) اللسان : كرداه. وانظر ما لا حظناه في مادة «درأ».
(٤) عن اللسان والمقاييس والمجمل ، وفي المطبوعتين المصرية والكويتية «والمردأة».
(٥) أساس البلاغة : رعيتها.
(٦) عن اللسان ، بالأصل : جعل.
(٧) العبارة في المصباح : يردو من باب علا لغة.
(٨) عن اللسان ، وفي الأصل : مخفف.