جاءَت تَسأَلُ عن ابنِها : إِن أُرزإِ ابْنِي فَلَنْ أُرْزَأَ أَحْبَابِي (١) أَي إِن أُصِبْتُ به وفَقدْتُه فلم أُصَبْ بِحبّي (٣) ، وفي حديث ابن ذي يزن : فنحْنُ وَفْدُ التَّهْنِئَةِ لا وَفْدُ المَرْزِئَةِ. وإِنه لَقليلُ الرُّزْءِ من الطعامِ أَي قليل الإِصابة منه ، وفي حديث ابن العاص : وأَجِد نَجْوِي أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي. النَّجْوُ : الحَدَثُ ، أَي أَجدُه أَكثرَ مما آخُذُ من الطعام. والرُّزْءُ : المُصيبة ، وهو من الانتقاصِ ج أَرْزَاءٌ كقُفْل وأَقفال وَرَزَايَا كَبِريَّة ويَرَايَا ، فهو لفٌّ ونشرٌ غيرُ مرَتَّب.
ويقال : ما رَزِئْتُه مالَه بالكسر وبالفتح حكاه عِياضّ ، وأَثبتَه الجوهريُّ ، أَي ما نَقَصْتُه ، ويقال ما رَزأَ فلاناً شيئاً (٢) أَي ما أَصاب من ماله شيئاً ولا نَقصَ منه ، وفي حديث سُراقَةَ بن جُعْشُمٍ : فَلَمْ يَرْزَآنِي شيئاً ، أَي لم يأْخُذَا مني شيئاً ، ومنهحديث عِمرانَ والمرأَةِ صاحبةِ المَزادَتَيْنِ : أَتعلمينَ أَنَّا مَا رَزَأْنَا مِنْ مَائِك شيئاً؟ أَي ما نَقَصنا [منه شيئاً] (٣) ولا أَخذنا ، وورد في الحديث «لَوْ لَا أَنَّ الله لا يُحِبُّ ضَلالَةَ العَمَلِ مَا رَزَيْنَاكَ عِقَالاً» جاءَ في بعض الرِّوايَاتِ هكذا غيرَ مهموز ، قال ابنُ الأَثير : والأَصل الهمزُ ، وهو من التخفيف الشاذِّ ، وضَلالةُ العَملِ : بُطْلانُه [وذهاب نفعه] (٣) ، قال أَبو زيد : يقال : رُزِئْتُه ، إِذا أُخِذَ مِنك ، قال : ولا يقال : رُزِيتُه ، وقال الفرزدقُ :
رُزِينَا غَالِباً وَأَبَاهُ كَانَا |
|
سِمَاكَيْ كُلِّ مُهْتَلِكٍ فَقِير |
وارتَزَأَ الشيءَ انتقَصَ كَرَزِيءَ ، قال ابنُ مقبلٍ يصف قُروماً حَمَلَ عليها :
حَمَلْتُ عَلَيْهَا فَشَرَّدْتُها |
|
بِسَامِي اللَّبَانِ يَبُذُّ الفِحَالا |
كَرِيمِ النِّجَارِ حَمَى ظَهْرَهُ |
|
فَلَمْ يُرْتَزَأْ بِرُكُوبٍ زِبِالا |
ويروى : بِرُكُونٍ. والزِّبَالُ : ما تَحمِله البعوضةُ ، ويروى : ولم يَرْتَزِىءْ.
والمُرَزَّؤُونَ ، بالتشديدِ يقال رَجلٌ مُرَزَّأٌ ، أَي كريمٌ يُصابُ منه كَثيراً ، وفي الصحاح : يُصيب الناسُ خَيْرَه ، وأَنشد أَبو حنيفة :
فَرَاحَ ثَقِيلَ الحِلْمِ رُزْأً مُرَزَّأً |
|
وَبَاكَرَ مَمْلُوءًا مِنَ الرَّاحِ مُتْرَعَا |
وَوهِمَ الجوهريُّ في تخفيفه لم يضبط الجوهري فيه شيئاً اللهمَّ إِلَّا أَن يكون بخَطِّه كذا في نسختنا ، وسقط من بعض النسخ ، وأَنت خبيرٌ أَن بمثل هذا لا يُنْسَبِ الوَهَم إِليه : الكُرَمَاءُ يُصيبُ الناسَ خيرُهم وهم أَيضاً : قَوْمٌ ماتَ خِيَارُهم : وفي اللسان : يُصِيب الموتُ خِيارَهم (٤).
[رشأ] : رَشَأَ كَمَنَعَ رَشْأً. جامَعَ ورَشَأَتِ الظبْيَةُ : ولَدَتْ ، والرَّشَأُ ، مُحرَّكةً : الظَّبْيُ إِذا قَويَ وتحَرَّك ومَشَى مع أُمِّه ، ج أَرْشَاءٌ ، والرَّشَأُ أَيضاً : شَجَرَةٌ تَسْمُو فَوقَ القَامَةِ ورَقُها كوَرق الخِرْوَعِ ولا ثَمرَةَ لها ، ولا يأْكُلها شيءٌ. رواه الدينوريُّ ، وهو أَيضاً عُشْبةٌ كالقَرْنُوَةِ أَي يُشْبِهها ، يأْتي في قِرن ، قال أَبو حنيفة : أَخبرني أَعرابيٌّ من رَبِيعة قال : الرَّشَأُ مثلُ الجُمَّة ولها قُضبانٌ كثيرةُ العُقَدِ ، وهي مُرَّةٌ جِدًّا شديدةُ الخُضرةِ لَزِجَةٌ تَنْبُت بالقِيعانِ مُنسطِحة (٥) على الأَرض وورقتها لطيفة مُحَدَّدة ، والناسُ يطْبُخونها ، وهي من خيْرِ بَقْلةٍ تَنْبُت بِنَجْدٍ ، واحدتها رَشَأَةٌ ، وقيل : الرَّشَأَةُ خَضْرَاءُ غَبراءُ تَسْلَنْطِحُ ، ولها زَهرةٌ بيضاءُ ، قال ابن سيده : وإِنما اسْتَدْلَلْتُ على أَن لام الرَّشإِ همزة بالرَّشَإِ الذي هو شَجَرٌ أَيضاً ، وإِلا فقد يجوز أَن يكون ياءً أَوْ وَاواً ، ومن سَجعات الأَساس : عندي جاريةٌ مِن النَّشَأ (٦) أَشبَهُ شَيءٍ بالرَّشَإ ، أَي الظبي.
[رطأ] : رَطَأَ ، كمنعَ يَرْطَأُ رَطْأً : جامَعَ ورَطأَ بِسَلحِه : رَمَى به. والرَّطَأُ مُحرّكةً : الحُمْقُ وهو رَطِيءٌ على فَعِيلٍ بَيِّنُ الرَّطَإِ ، كذا هو في نسختنا وفي الأُمهات ، وفي نُسخة شيخنا
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : قوله فلن أرزأ أحبابي الخ. هكذا في نسخة الشارح والذي في النهاية : «فلن أرزأ حياي» أي إن أصبت به وفقدته فلم أصب بحياتي. فلينظر. والذي في النهاية واللسان : فلم أرزأ ...
(٢) بالأصل «فلان» وأثبتنا ما يوافق اللسان. وفي هامش المطبوعة المصرية : قوله ؛ ما رزأ فلان الخ ، لعله ما رزأ فلان فلاناً الخ. ا. ه.
(٣) زيادة عن النهاية.
(٤) وفي الأساس : نحن قوم مرزَّأون : نصاب بالرزايا في خيارنا وأما ثلنا.
(٥) اللسان : متسطِّحة.
(٦) عن أساس البلاغة ، وبالأصل : النسا.