انحناءٌ وهي دَفْأَى بالقصر ، وسيأْتي في المعتل إِن شاءَ الله تعالى.
* ومما يستدرك عليه :
الإِدفاءُ : هو القَتْلُ ، في لغة بعضِ العرب ، وفي الحديث : أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد ، فقال لقومٍ : «اذْهَبُوا بِه فَادْفُوه». فذهَبُوا به فقتلوه ، فوداه رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أَراد الإِدْفَاءَ ، من الدِّفْءِ وأَنْ يُدْفَأَ بثوبٍ ، فحَسبوه بمعنى القَتْلِ في لغة أَهل اليمن ، وأَراد أَدْفِئُوه بالهمز ، فخفَّفه شُذوذاً ، وتَخفيفه القياسيُّ أَن تُجعَل الهمزةُ بَيْنَ بَيْنَ ، لا أَنْ تُحْذَف ، لأَن الهمز ليس من لغة قريش ، فأَمَّا القتل فيقال فيه أَدْفَأْتُ الجريحَ ودَافَأْتُه وَدَفَوْتُه ودَافَيْتُه (١) ، إِذا أَجهزْتَ عليه ، كذا في اللسان ، قلت : ويأْتي في المعتل إِن شاءَ الله تعالى.
وأَدفاءٌ ، جمع دِفءٍ : مَوْضِعٌ ، كذا في المُعجم (٢).
[دكأ] : دَكَأَهُم كمَنَع : دافَعَهم وزاحَمَهُمْ كَدَاكَأَهم. وَداكَأَتْ عليه الدُّيونُ ، قاله أَبو زيد. وتداكؤوا : ازدَحموا وتَدَافعوا قال ابن مُقبل :
وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْميمٍ مَنَاكِبُهُ |
|
إِذَا تَدَاكَأَ منه دَفْعُه شَنَفَا |
الصِّهميم من الرِّجال والجمَال إِذا كان حَمِيَّ الأَنْفِ أَبِيًّا شديدَ النَّفْسِ بَطِيءَ الانكسارِ. وتَدَاكَأَ : تدافَع ، ودَفْعُه : سَيْرُهُ ، كذا في اللسان.
[دنأ] : الدَّنِيءُ : الخَسِيس الدُّون من الرجال كالدَّانِئ (٣) والدّنِيءُ أَيضاً : الخَبِيثُ البَطْن والفَرْجِ ، الماجِنُ السِّفْلِيّ ، قاله أَبو زيد واللحياني ، كما سيأْتي نصُّ عبارتهما والدنيءُ أَيضاً : الدَّقيقُ الحقير ج أَدْنَاءٌ كشريف وأَشرافٍ ، وفي بعض الأُصول : أَدْنِيَاء كنصيب وأَنصِباءَ ودُنَاء (٤) كَرُخَال على الشذوذ وقد دَنَأ الرجلُ ودَنُؤَ كَمَنع وكَرُم دُنُوءَةً بالضمّ وَدَناءَةً مثل كَرَاهَةٍ ، إِذا صار دَنِيئاً لا خَيْرَ فيه ، وسَفُلَ في فِعله ومَجُنَ والدَّنِيئةُ : النقيصة. وأَدْنأَ الرجل : رَكِب أَمراً دنيئاً حَقيراً ، وقال ابن السكّيت : لقد دَنَأْتَ في فِعلك تَدْنَأُ أَي سَفَلْتَ في فِعْلك ومَجُنْتَ ، وقال الله تعالى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (٥) قال الفراءُ : هو من الدَّناءَةِ ، والعرب تقول : إِنه لَدَنِيٌّ في الأُمور ، غير مهموز ، يَتَّبِعُ خَسِيسَها (٦) وأَصاغِرَها ، وكان زُهَيْرٌ القردي (٧) يهمز «هو أَدنَأ بالذِي هو خير» قال الفَرَّاءُ : ولم تزل (٨) العربُ تَهمِز أَدْنَأُ إِذا كان من الخِسَّة ، وهم في ذلك يقولون إِنه لدَانئٌ ، أَي خَبِيثٌ فيهمزون ، وقال الزجاج : هُوَ أَدْنَى ، غير مهموز ، أَي أَقرب ، ومعناه أَقلُّ قِيمةً ، فأَمّا الخسيسُ فاللغةُ فيه دَنُؤَ دَنَاءَةً ، وهو دَنِيءٌ ، بالهمز. وفي كتاب المصادِر : دَنُؤَ الرجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءاً ودَنَاءَةً إِذا كان مَاجِناً. قال أَبو منصور : أَهلُ اللغةِ لا يَهْمِزون دَنُؤَ في باب الخِسَّة ، وإِنما يهمزونه في باب المُجون والخُبْثِ ، قال أَبو زيد في النوادر : رَجلٌ دَنيءٌ مِن قَوْمٍ أَدْنِئَاء (٩) ، وقد دَنُؤَ دَنَاءَةً ، وهو الخَبِيث البَطْنِ والفَرْجِ ورجلٌ دَنِيٌّ من قَوْمٍ أَدْنِيَاء ، وقد دَنَأَ يَدْنَأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوَّا ، وهو الضعيفُ الخَسيس الذي لا غَنَاءَ عِندَه ، المُقَصِّر في كلِّ ما أَخَذَ فيه ، وأَنشد :
فَلَا وَأَبِيكَ ما خُلُقِي بِوَعْرٍ |
|
وَلَا أَنَا بِالدَّنِيءِ وَلَا المُدَنَّا |
وقال أَبو زيد في كتاب الهمز : دَنَأَ الرجلُ يَدْنَأُ دَنَاءَةً ودَنُؤَ يَدْنُؤُ دُنُوءاً إِذا كان دَنِيئاً لا خير فيه ، وقال اللحيانيُّ : رجل دَنِيءٌ ودَانِئٌ ، وهو الخبيثُ البَطْنِ والفرجِ الماجِنُ ، من قوم أَدْنِئاء [اللام] (١٠) ، مهموزة ، قال : ويقال للخسيس : إِنه لدنِيءٌ من أَدْنِيَاء ، بغير همز. قال الأَزهريُّ : والذي قاله أَبو زيد واللِّحيانيُّ وابنُ السكّيت هو الصحيح ، والذي قاله الزَّجَّاجُ غيرُ مَحْفُوظٍ ، كذا في اللسان.
وَدنِئَ كَفَرِح : جَنِئَ ، والنَّعْت في المذكر والمؤنث أَدْنَأُ ودَنْأَى ويقال للرجل : أَدْنَأُ وأَجْنَأُ وأَقْعَسُ (١١) ، بمعنًى واحدٍ.
__________________
(١) زيد في اللسان : ودافَغْته.
(٢) ومما يستدرك عليه أيضاً : يقال : أدفأتِ الابل على مائة : زادت.
(٣) الدانيء جاءت في القاموس بعد الفرج والماجن.
(٤) في اللسان : الجمع : أدنياء ودُنآء.
(٥) سورة البقرة الآية ٦١.
(٦) اللسان : خساسها.
(٧) وباللسان : الفروي. وفي غاية النهاية لابن الأثير : زهير الفرقبي ويعرف بالكسائي ١ / ٢٩٥.
(٨) اللسان : ولم نر العرب.
(٩) المطبوعة المصرية : أدنياء.
(١٠) من اللسان ، والنقل عنه.
(١١) الأدنا من الرجال : الذي فيه انكباب على صدره ، لأن أعلاه دانٍ من وسطه.