وتَدَنَّأَهُ : حَمَله على الدَّنَاءَةِ يقال : نفس فلان تَتَدَنَّؤُه ، أَي تحمِله على الدَّناءَةِ.
والتركيب يدلُّ على القُرْبِ ، كالمعتلِّ.
* ومما يستدرك عليه هنا :
[دهدأ] : دَهْدَأَ ، قال أَبو زيد : ما أَدْرِي أَيّ الدَّهْدَإِ هُو؟ أَيْ أَيّ الطَّمْش هو ، مَهموز مقصورٌ ، وضافَ رجلٌ رجلاً فلم يَقْرِه ، وبات يُصَلِّي وتركه جائعاً يَتَضَوَّرُ فقال :
تَبِيتُ تُدَهْدِئُ القُرْآنَ حَوْلِي |
|
كَأَنَّكَ عِنْدَ رَأْسِي عُقْرُبَانُ (١) |
فهمز تُدَهْدِئ ، وهو غير مهموزٍ ، كذا في اللسان.
[دوأ] : الدَّاءُ : المَرَضُ والعيب ظاهراً أَو باطناً ، حتى يقال : داءُ الشُّحِّ أَشدُّ الأَدواءِ ، ومنه قولُ المَرأَةِ : كُلُّ داءٍ له داءٌ ، أَرادت كُلُّ عَيْبٍ في الرِّجالِ فهو فيه ، وفي الحديث : «أَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ» أَيْ «أَيُّ عَيْبٍ أَقْبَحُ منه» قال ابنُ الأَثير : الصوابُ أَدْوَأُ ، بالهمز ج أَدْوَاءٌ قال ابنُ خَالَوَيْه ، ليس في كلامهم مُفرَدٌ ممدودٌ وجمعُه ممدودٌ إِلَّا دَاءٌ وأَدَوَاءً ، نقله شيخنا.
دَاءَ الرجلُ يَدَاءُ كخَاف يَخَاف دَوْأً ، ودَاءً ، وأَدْوَأَ كأَكْرَم ، وهذا عن أَبي زيدٍ ، إِذا أَصابه (٢) في جَوْفِه الدَّاءُ وَهُوَ دَاءٍ بكسرِ الهمزةِ المُنَونة ، كما في سائر النسخ ، وفي بعضها بضمِّها ، كأَنّ أَصلَه دائِئٌ ثم عومِل معاملةَ المعتلّ ، قال سيبويه : رجل دَاءٌ فَعِلٌ ، أَي ذو دَاءٍ ، ورجلانِ دَاآنِ ، ورِجال أَدْواءٌ. ونسبه الصغاني لِشَمِرٍ ، وزاد في التهذيب : رجل دَوىً (٣) مِثْل ضَنًى ورجل مُدِيءٌ كمُطيع ، وهي بهاء أَي امرأَة دَاءَةٌ ومُدِيئَةٌ ، وفي الأَساس : رجل دَاءٌ ، وامرأَة دَاءٌ ودَاءَةٌ وقد دِئْتَ يا رجل بالكسر وأَدَأْتَ وكذا أَداءَ جوفُك فأَنت مُديءٌ وأَدَأْتُه أَيضاً إِذا أَصَبْته بداءٍ يتعدَّى ولا يتعدَّى.
ودَاءُ الذِّئب : الجُوع (٤) قاله ثعلب ويقال : رَجلٌ دَيِّئٌ كَخَيِّر : دَاءٍ ، وهي بهاء دَيِّئَة ، ونص عبارة التهذيب وفي لغة أخرى : رجل ديىءٌ وامرأَة دَيِّئَة ، على فَيْعِل وفَيْعِلة ، ونصّ عبارة العُباب : رجلٌ دَيِّىءٌ ، وامرأَة دَيِّئَة ، على فَعِيْل وفَيْعِلة.
ودَاءَةُ : جَبَلٌ يَحْجُزُ بين النَّخْلتينِ اليمانيةِ ، والشاميةِ ، قُرْبَ مكّةَ حرسها الله تعالى ، كذا في العباب والمراصِد (٥) ، وفي مُعجم البكريّ : بلدٌ قَرِيبٌ من مكة. وداءَة ع لهُذَيلٍ قال حُذيفة بن أَنسٍ الهُذليُّ :
هَلُمَّ إِلى أَكْنَافِ دَاءَةَ دُونَكُمْ |
|
وَمَا أَغْدَرَتْ (٦) مِنْ خَسْلِهِنَّ الحَنَاظِبُ |
ويروى : أَكناف دَارَة ، والخَسْلُ رَدِيء النَّبِق ، كذا في العُباب ، ولم أَجِدْه في دِيوان شِعْرِهم.
والأَدْوَاءُ على صيغة الجمع ع في ديار تميم بنجد ، قال نصر : هو بِضَم الهَمْزِ وفَتح الدال.
ويقال : سمعت دَوْدَأَةً الدَوْدَأَةُ : الجَلَبَةُ والصياح.
وعن أَبي زيد إِذا اتَّهمَتَ الرجل قلت له : قد أَدَأْتَ إِدَاءَةً ، وأَدْوَأتَ إِدْوَاءً
* ومما يستدرك عليه :
يقال فلان مَيِّتُ الداء ، إِذا كان لا يَحْقِد على مَنْ يُسيء إِليه.
وداءُ الأَسد : الحُمَّى ، قاله أَبو منصور ، وداءُ الظَّبْي :
الصحَّةُ والنشاطُ (٧) ، قاله أَبو عمرو ، واستحسنه أَبو عبيد ، وأَنشد الأُمويّ :
لا تَجْهَمِينَا أُمَّ عَمْرٍو فَإِنَّمَا |
|
بِنَا دَاءُ ظَبْيٍ لَمْ تَخُنْهُ عَوَامِلُهْ |
وداءُ الملوك : التَّرَفُّهُ والتنعُّم. وداءُ الكرامِ : الدَّيْنُ والفَقْرُ. وداءُ الضَّرَائِرِ : الشَّرُّ الدائم. وداءُ البطْنِ : الفِتْنَةُ العَمْيَاءُ.
__________________
(١) في الجمهرة ؛ تدهده دون همز. والعقربان : دويبة كبيرة القوائم تسميها العامة دخان الأذن.
(٢) اللسان : صار.
(٣) زيد في اللسان : مقصور.
(٤) في الجمهرة ٣ / ٢٨١ : والذئب يدأى ويدأل ويذأل أيضاً بالذال المعجمة إِذا ختل. قال الراجز :
والذئب يدأى للغزال بختله
(٥) وفي معجم البلدان.
(٦) عن معجم البلدان (داءة) ، وبالأصل : وما انخدرت.
(٧) اللسان عن الأموي قال : داء الظبي أنه إِذا أراد أن يثب مكث قليلاً ثم وثب. يعني لا داء بالظبي عن أبي عمرو.