ضَبطهما بالمدِّ وجعل الفَرْق بينهما وبين الذي قَبْلهما هَمْزَ وَسطِها وهو بين الفَوْقِيَّتين ، والصحيح ما ضبطناه : مَنْ يُحْدِث عند الجِماع وهو العِذْيَوْطُ (١) أَو الذي يُنْزِل قبل الإِيلاجِ قاله ابنُ الأَعرابي ، ونحو ذلك قال الفراءُ (٢) ، قال شيخنا : واختُلف في تاء التيتا ، وهي أَوَّل الثلاثة ، فالذي صرَّحَّ به أَبو حَيَّان وابن عُصفورٍ أَن تاءَها الأُولى زائدة ، وأَنها مِن وَتَأَ ، واوِيٌّ الفاءِ ، إِذا ثَقُلَ كِبَراً أَو خَلْقاً ، وقد أَغفلها كثيرٌ من أَهلِ اللغة.
* ومما يستدرك عليه هنا :
[تطأ] : تَطأَ. في التهذيب : أَهمله الليثُ ، وعن ابنِ الأَعرابيّ : تَطَأَ الرجُلُ إِذا ظَلَم. كذا في اللسان.
[تفأ] : تَفِئَ الرجل كَفَرِح أَهمله الجوهري ، قال الصاغاني : معناه احتَدَّ وغَضِبَ.
ويقال : أَتيته على تَفِيئَة (٣) ذلك تَفِيئَةُ الشَّيءِ : حِينُه وزَمَانُه وفي بعض النُّسخ إِبانه حكى اللحيانيُّ فيه الهَمْزُ والبدَل ، قال : وليس على التخفيفِ القِياسِيّ ، لأَنه قد اعتدَّ به لغةً ، وفي الحديث : دخَل عُمَر فكلَّمَ رَسولَ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم دَخَلَ أَبو بكرٍ على تَفِيئَةِ ذلك ، أَي على أَثَرِه ، وفيه لُغة أُخرى ، على تَئِفَةِ ذلك ، بتقديم الياء على الفاءِ ، وقد تُشدَّدُ ، والياءُ فيها زائدةٌ على أَنها تَفْعِلة ، وقال الزمخشريُّ : لو كانت تَفعِلة لكانت على وزن تَهْنِئة (٤) فهي إِذاً لو لا القَلْبُ فَعِيلَة ، لأَجل الإِعلال ، ولامُها هَمْزة.
واستفاءَ فُلانٌ ما فِي الوِعَاء : أَخَذه. وسيذكر في المعتل.
* ومما يستدرك عليه :
[تكأ] : تكأَ ، ذكره الأَزهريّ هاهنا وتبعه صاحبُ اللسانِ ، وسيأْتي في وَكَأَ إِن شاءَ الله تعالى.
[تنأ] : تَنَأَ بالمكانِ كجَعَل تُنُوءًا كقُعود : قَطَن ، ويقال : تَنَأَ الضيْفُ شَهْراً أَقامَ كَتَنخَ ، فهو تَانِئٌ وتَانِخُ ، كذا في التهذيب. والاسمُ منه التِّنَاءَةُ كالكِتَابَةِ وقال ثَعلبٌ : وبه سمي التَّانِئ الذي هو المُقيم بِبلدِه والملازِم : الدِّهْقَان قال ابنُ سِيده : وهذا من أَقبح الغَلَط إِن صَحَّ عنه ، وخَليق أَن يَصِحَّ ، لأَنه قد ثَبت في أَماليه ونوادِره ج كَسُكَّان ، يقال : هو مِن تُنَّاءِ تلك الكُورَةِ أَي أَصلُه منها.
وإِبراهيمَ بن يَزِيدَ ، ومُحَمَّدُ بن عَبْدِ الله بن ريذة ، كنيته أَبو بكر ، من ثِقاتِ أَهل أَصبهان ، ذكره الذهبيُّ ، وهو مشهورٌ بِجَدِّه توفي سنة ٤٤٠ ، وأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بن الحارث بن فادشاه (٥) صاحبُ الطَّبراني ، وحَفيده أَبو الحُسين محمد بن عليّ ، سمع محمد بن عمر بن زُنبور الوَرّاق ، وأَبَا الفضلِ بن المأْمون ، وأَبا زُرْعَة البَنَّاءَ وغيرَهم ، صَدُوق ، ولد سنة ٣٨٨ (٦) وتوفي سنة ٤٥٤ ، كذا في تاريخ البنداري الذي ذَيَّلَ به على تَاريخ الخَطِيب ، وأَبو نصر مُحَمَّدُ بن عُمَرَ بن محمد بن عبد الرحمن بنِ تَاتَةَ ، التَّانِئُونَ ، مُحَدِّثُون الأَخير إِنما قِيل له لكونه يُعْرَف بابْنِ تَانَةَ ، شيخٌ مُكْثِرٌ ، روى عنه الحافظ إِسماعيل بن الفَضل الأَصبهاني وغيره ، توفي سنة ٤٧٥ بأَصبهان.
* ومما يستدرك عليه :
تَنَأَ على كَذا (٧) : أَقَرَّ عليه لازماً لا يُفارقه ، ويقال : قَطَعوا تَنُوءَةً (٨) ذاتَ أَهوالٍ. ويقال هما سِنَّانِ وتِنَّانِ (٩) وما هما تِنَّانِ ولكن تِنِّينَانِ ، كذا في الأَساس ، وهو مجاز.
وفي حديث ابنِ سيرينَ : لَيسَ للتَّانِئَةِ شيءٌ. يريد أَنَّ المُقيمين في البِلاد الذين لا يَنفِرون مع الغُزاةِ ليس لهم في الفَيءِ نَصِيبٌ (١٠).
* ومما يستدرك عليه هنا :
[تلأ] : تَلَأَ وجاءَ منه الأَتْلَاءُ ، كأَنصارٍ ، قال ياقوتٌ في معجمه : قَرْيَةٌ مِن قُرَى ذمَارِ باليَمنِ.
__________________
(١) العَذيوط بفتح أوله. (اللسان).
(٢) زيد في التكملة : تيت بتسكين المثناة التحتية وبكسرها مشددة كميّت وميِّت : جبل بالمدينة.
(٣) اللسان : تفِئَة.
(٤) اللسان : تهيئة.
(٥) ميزان الاعتدال ١ / ١٣٦ أحمد بن محمد بن فاذشاه صاحب الطبراني. سماعه صحيح ، لكنه شيعي معتزلي. مات سنة ٤٣٣ عن ابن منده.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٨ : سنة ٣٣٨ مات بالبصرة.
(٧) الأساس : تنأ على أمر كذا ...
(٨) الأساس : تنوفة.
(٩) بهامش المطبوعة : التن بكسر التاء بمعنى الترب ومثله السن وزناً ومعنى. وفي الأساس : سنه وتنه أي تربه.
(١٠) زيد في اللسان : يريد بالتانئة الجماعة منهم ، وإن كان اللفظ مفرداً.