العُباب : أَي أَجَابوا (١) جَواباً واحداً.
والبِيئَةُ بالكسر : الحالَةُ يقال : إِنه لَحَسنُ البيِئةِ.
وقالوا : في أَرْضِ فَلَاة فَلَاةٌ تَبِيءُ في فَلاةٍ أَي لسعتها تذهب.
ويقال حَاجَةٌ مُبيِئَةٌ بالضمّ ، أَي شَدِيدَةٌ لازمة :
* ومما يستدرك عليك :
استباءَ المنزِلَ : اتخذه مَباءَةً. وأَبأْتُ على فُلانٍ مالَهُ ، إِذ أَرَحْتُ عليه إِبلَه وغَنمَه. وأَباءَ الله عليهم (٢) نَعَماً لا يَسعُها المُرَاحُ. وقال ابن السِّكّيت في قول زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمى :
فَلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَدِيًّا |
|
وَلَمْ أَرَ جَارَ بَيْتٍ يُسْتَبَاءُ |
الهَدِيُّ : ذو الحُرْمَةِ ، ويُستَباءُ ، أَي يُتَبَوَّأُ أَي تُتَّخَذُ امْرَأَتُه (٣) أَهْلاً. وقال أَبو عمروٍ الشيبانيُّ : يُسْتَباءُ ، من البَوَاءِ ، وهو القَوَدُ ، وذلك أَنه أَتاهم يُريد أَن يَستجيرَ بهم فأَخذوه فَقتلُوه برجُلٍ منهم (٤).
وللبئر مَباءَتَان : إحداهما مَرْجِع الماءِ إِلى جَمِّها ، والأُخرى مَوضِعُ وُقوفِ سائِق السَّانِيَة.
الفَرَّاء : بَاءَ ، بوزنِ بَاعَ إِذا تَكَبَّر ، كأَنَّه مَقلُوب بَأَي ، كما قالوا : رَاءَ وَرَأَى ، وسيُذكر في المعتلّ.
[بهأ] : بَهَأَ به ، مُثلّثَةُ الهاءِ وهي عينُ الكلمةِ ، وقد تقدم أَن التثليثَ لا يُعتبر إِلا في عَينِ الفعلِ ، فذكْرُ الهاءِ هُنَا كَاللَّغْوِ بِهْأً بفتح فسكون وبُهُوءًا كقعود وَبَهاءً بالمد أَنِسَ به وأَلِفَ وأَحَبَّ قُرْبَه ، وقد بَهَأْتُ به وبَهِئتُ ، قاله أَبو زيد. وفي حديث عبدِ الرحمن ابن عَوْفٍ أَنه رأَى رَجُلاً يحلفِ عند المَقامِ فقال : أَرى النَّاسَ قَدْ بَهَئُوا بِهذا المقام. أَي أَنِسوا به حتى قَلَّتْ هَيبتُه في قلوبهم. وفي حديث مَيمونِ بنِ مِهْرَانَ أَنَّه كَتب إِلى يُونُسَ بنِ عُبَيدِ : عَلَيْكَ بِكتاب اللهِ ، فإِنّ الناسَ قد بَهَؤوا به. قال أَبو عُبيدٍ : وَرُوِيَ : بَهَوْا بِهِ ، غير مَهموزٍ ، وهو في الكلامِ مَهموزٌ كابتْهَأَ به إِذا أَنِس وأَحَبَّ قُرْبَه ، عن أَبي سعيدِ ، قال الأَعشى :
وَفِي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوَانَا وَيَبْتَهِي |
|
وَآخَرُ قَدْ أَبْدَى الكَآبَةَ مغضبا (٥) |
فترَك الهمزةَ مِنْ يَبْتَهِي ، كذا في العُباب والتَّكمِلة واللسانِ.
وبَهَاءِ كَقَطامِ عَلَم امرأَة مِن بَهَأَ به إِذا أَنِس ، كذا في جَامِع القَزَّاز.
وعن ابن السِّكّيت يقال : ما بَهَأْتُ له وما بَأَهْتُ له ، أَي ما فَطِنْتُ له.
وقال الأَصمعيُّ في كِتاب الإِبل ناقَةٌ بَهَاءٌ بالفتح ممدوداً : بَسُوءٌ قد أَنِسَتْ بالحالِب ، وهو من بَهَأْت (٦) به إِذا أَنِسْت به.
وبَهَأَ البَيْتَ كَمنَع يَبْهَؤُهُ : أَخْلَاهُ مِن المَتَاع وهو أَثاثُ البيتِ أَو خَرَقَه ، كأَبْهَأَهُ فأَما البَهَاءُ مِن الحُسُنِ فهو من بَهِيَ الرجُلُ ، غير مَهموزٍ ، والتركيبُ يدُلُّ على الإِنْس.
فصل التاء
الفَوْقِيَّة مع الهمزة
[تأتأ] التَّأْتأَةُ : حِكَايَةُ الصَّوْتِ تقول : تَأْتَأْتُ به.
والتّأْتأَةُ (٧) ترَدُّدُ التَّأْتَاءِ في التَّاءِ إِذا تكلم.
والتأْتأَة دُعَاءُ التَّيْس المِعْزَى لِلسِّفَادِ ، وفي العُباب : إِلى العَسْبِ كالتَّأْتَاءِ بحذف الهاء.
والتأْتأَةُ هي أَيضاً مَشْيُ الطِّفْل الصغيرِ ، وفي العباب : الصَّبِيّ ، بدل الطفلْ.
والتأْتَأَةُ التَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ شجاعةً.
[تتأ] التَّيْتَا بفتح فسكون مقصوراً والتِّيتَاء بكسر فسكون مَقْصوراً والتِّئتَاءُ بكسر فسكون همزة ممدوداً ، ومنهم من ضَبط الثانيةَ بالكَسر والمدّ والثالثة بالكَسرِ والقَصْر ، وبعضهم
__________________
(١) المجمل والعين : أجابونا.
(٢) الأساس : عليكم.
(٣) عن اللسان ، بالأصل : تتخذه امرأته.
(٤) عبارة العين : والبواء في القود ، تقول : اقتل هذا بقتيلك فإنه بواء به ، أي هو يعادله في الكفاءة.
(٥) كذا بالأصل واللسان ، وفي هامشه : «قوله مغضباً كذا في النسخ وشرح القاموس ، والذي في التكملة وهي أصح الكتب التي بأيدينا ، مغضب.
(٦) المقاييس واللسان ضبطت فيهما : بهأت.
(٧) قوله «التأتأة» في كل المواضع كذا بالأصل ، وفي اللسان والتكملة وتهذيب الأزهري «التأتاء».