عنه ، ثم أمر بأن يوضع عنده قصعة من ماء القند ، فلما رآها المولى قال : لا يشرب هذه الشربة إلاّ المريض ، فقرأ الشيخ : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ثم قال : وأنت رئيس المؤمنين ، وإنّما خلق أمثال ذلك لأجل أمثالك من المؤمنين ، فقال : أعذرني في ذلك ، فإنّي إلى الآن كنت أزعم أن ماء القند لا يشربه إلاّ المريض (٢).
وفي الرياض : قال صاحب تاريخ عالم آراء في المجلّد الآخر منه بالفارسية ما معناه : إن المولى (٣) عبد الله المذكور مرض يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة إحدى وعشرين وألف ، وعاده يوم السبت السيد الداماد ، والشيخ لطف الله الميسي العاملي ، اللذين كانا يناقشانه في المباحث العلمية ، والمسائل الاجتهادية ، ولمّا عاداه عانقهما ، وعاشرهما في غاية الفرح والسرور ، ثم في ليلة الأحد السادس والعشرين من الشهر المذكور قريبا من الصبح بعد ما أقام صلاة الليل والنوافل خرج من البيت ليلا حظ الوقت فلمّا رجع سقط ، ولم يمهله الأجل للمكالمة ، واتصل روحه بالملأ الأعلى.
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.
(٢) روضات الجنّات ٤ : ٢٣٨.
(٣) جاء في هامش المخطوط :
ومن المشهور ان طلاب المولى المذكور نقلوا له بعض الكلمات الغريبة عن السيد الداماد وأصروا عليه السؤال عن المير عند ما يكتب إليه انّ الطلاب ينقلون عنكم كذا وكذا فما مرادكم فأجابه المير بتحقيق تلك المباحث فأورد الطلاب على كلامه وأصرّوا على المولى المذكور نقل ايراداتهم على كلامه فأجابه المير بالفارسيّة بقوله :
عزيز الوجودا جواب است |
|
اين نه چنگ است |
كلوخ انداز را |
|
پاداش سنگ است |
رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعدّ طوره إلى آخر كلامه المشهور.