ويصلّي بعده
النوافل المرتّبة في شهر رمضان ، ثم يأتي منزله فيفطر ويرجع إليه ويصلّي العشاء
بهم ، ثم يأتي بنوافلها المرتّبة ، ثم يرجع إلى منزله ومعه خلق كثير فيجلس ويجلسون
، فيشرع واحد من الحفّاظ فيتلو بصوت حسن رفيع آيات من كتاب الله في التحذير
والترغيب والوعد والوعيد ، ثم يقرأ آخر خطبة من خطب نهج البلاغة ، ثم يقرأ آخر بعض
مصائب أهل البيت عليهمالسلام ، ثم يشرع واحد من الصلحاء في قراءة أدعية شهر رمضان ،
ويتابعه الآخرون إلى وقت السحور فيتفرقون.
وبالجملة فقد كان
في مراقبة النفس ، ومواظبة الأوقات والنوافل ، والسنن والقراءة ـ مع كونه طاعنا في
السن ـ آية في عصره ، وقد كنت معه في طريق الحج ذهابا وإيابا ، وصلّينا معه في مسجد
الغدير والجحفة. وتوفي ـ رحمهالله ـ في الثاني عشر من ربيع الأول سنة ١٣٠٠ ، قبل الوصول إلى
السماوة بخمس فراسخ تقريبا ، وقد ظهر منه عند الاحتضار من قوّة الإيمان والطمأنينة
والإقبال واليقين الثابت ما يقضى منه العجب ، وظهر منه حينئذ كرامة باهرة بمحضر من جماعة
من الموافق والمخالف.
ومنها : التصانيف الرائقة في الفقه
والأصول والتوحيد والكلام وغيرها ،
__________________