ويصلّي بعده النوافل المرتّبة في شهر رمضان ، ثم يأتي منزله فيفطر ويرجع إليه ويصلّي العشاء بهم ، ثم يأتي بنوافلها المرتّبة ، ثم يرجع إلى منزله ومعه خلق كثير فيجلس ويجلسون ، فيشرع واحد من الحفّاظ فيتلو بصوت حسن رفيع آيات من كتاب الله في التحذير والترغيب والوعد والوعيد ، ثم يقرأ آخر خطبة من خطب نهج البلاغة ، ثم يقرأ آخر بعض مصائب أهل البيت عليهمالسلام ، ثم يشرع واحد من الصلحاء في قراءة أدعية شهر رمضان ، ويتابعه الآخرون إلى وقت السحور فيتفرقون.
وبالجملة فقد كان في مراقبة النفس ، ومواظبة الأوقات والنوافل ، والسنن والقراءة ـ مع كونه طاعنا في السن ـ آية في عصره ، وقد كنت (١) معه في طريق الحج ذهابا وإيابا ، وصلّينا معه في مسجد الغدير والجحفة. وتوفي ـ رحمهالله ـ في الثاني عشر من ربيع الأول سنة ١٣٠٠ ، قبل الوصول إلى السماوة بخمس فراسخ تقريبا ، وقد ظهر منه عند الاحتضار من قوّة الإيمان والطمأنينة والإقبال واليقين الثابت ما يقضى منه العجب ، وظهر منه حينئذ كرامة باهرة (٢) بمحضر من جماعة من الموافق والمخالف.
ومنها : التصانيف (٣) الرائقة في الفقه والأصول والتوحيد والكلام وغيرها ،
__________________
(١) في المصدر : كنا.
(٢) في هامش المخطوط ما يلي :
وهذه الكرامة أنّه رحمهالله قد أخبر بوفاته في مكان مسمّى باسم مثل الرحبة زال عن خاطري ، والمكان الذي توفي فيه غير معروف في ذلك الزمان بذلك الاسم ، وهو اسم مكان آخر مشهور ، فبحثوا عنه فأخبر المعمّرون بأنّ الرحبة مكانان ، هذا المكان فاندرس وانطمس ، واشتهر ذلك الموضع الآخر في هذه الأزمنة ، أعلى الله مقامه وحشرنا معه ومع أجداده الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
(٣) في هامش الحجريّة وبتوقيع « منه » ما يلي :
أما في الفقه :
فله كتاب مواهب الأفهام في شرح شرائع الإسلام ، برز منه ست مجلّدات إلى آخر الوضوء.