دليله ـ ليس بكبيرة ولا صغيرة تضرّ بالوثاقة والعدالة ، ولا ينافي الاعتماد على منقولاته ومرويّاته ، فيكون بعد التسليم من الذين يقال في حقّهم : خذوا ما
__________________
أهملت الشريعة وضاع الدين ، لأنه الأصل الحافظ لها ، والضابط لأصولها وفروعها ، وكيف يستقيم لطالب ان يعرف الفرع بدون الاطلاع على الأصل ، وأنّي يحسن لعاقل ان يطلب العلم بالفقه ويصف نفسه بكونه من أهله مع إهماله للأصل الذي لا يعرف الفرع الا منه.
الى أن قال : وأمّا الرجال ، فهو علم يحتاج اليه المستدل غاية الحاجة ، لأن به يعرف صحيح الأحاديث من فاسدها ، وصادقها من كاذبها ، لأنه متى عرف الراوي عرف الحديث ، ومتى جهله جهله ، فلا بدّ من معرفة الرجال الناقلين للأحاديث عن الأئمة عليهمالسلام من زمان الإمام الحق أمير المؤمنين عليهالسلام إلى زمان العسكري عليهالسلام ، ومنه إلى زماننا هذا ، اما : بعدالة ، أو بفسق ، أو بجهل أحدهما ، ليكون على بصيرة فيقبل ما رواه العدل بلا خلاف ، ويرد ما رواه الفاسق بلا خلاف ، ويتوقف فيمن جهله. إلى ان قال : فما عدلوه فمعدّل وروايته صحيحة ، وما مدحوه فممدوح وروايته حسنة ، وما وثقوه فثقة وروايته موثقة وما فسقوه ففاسق وروايته مردودة ، وما جهلوا حاله فمجهول يجب التوقف في روايته. وفي كيفية العمل بهذه الأحاديث بحث يأتي في فصل كيفية الاستدلال ان شاء الله تعالى.
وقال في الفصل الثالث في الاستدلال : وفيه بحثان ، الأول : في الأدلة : وهي بالاتفاق من الأصوليين أربعة : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، وأدلة العقل ، ثم شرح حال الأدلة على طريقة الفقهاء. وقال في موضع بعد ذكر أوصاف المفتي في جملة كلام له : لكن يشترط بقاء المفتي إذ لو مات بطلت الرواية لفتواه وحكاية أقواله للعمل بها ، إذ لا قول للميت ، وعليه إجماع الأصحاب وبه نطقت عباراتهم في أكثر مصنفاتهم ، ولا تبطل الرواية لأقواله وحكاية فتاويه مطلقا بل يصح ان تروى لتعلم وليعرف وفاقه وخلافه لمن يأتي بعده من أهل الاجتهاد.
الى غير ذلك من الكلمات الصريحة في جموده على طريقة الفقهاء والأصوليين والمقام لا يقتضي نقل أزيد من هذا وفيه الكفاية ( منه قدسسره ).
لدينا نسخة خطية من هذه الرسالة المسماة كاشفة الحال عن وجه الاستدلال صححنا ما تقدم عليها.
قال السيد الأجل بحر العلوم في ترجمة السكوني : ووصف فخر المحققين في الإيضاح سند رواية الكليني في باب السحت ـ الشيخ عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السحت ثمن الميتة ، الحديث ـ بالتوثيق ، قال : احتج الشيخ بما رواه عن السكوني في الموثق عن الصادق عليهالسلام قال : السحت ثمن الميتة الحديث. وتبعه على ذلك ابن أبي جمهور في درر اللآلئ ، وفيه شهادة بتوثيق السكوني والنوفلي وإبراهيم بن هاشم ، انتهى ( منه قدسسره )