يُحتَملُ فيها مَا لا يُحتَملُ فى غيرهِا ، ألا ترى أنّهُم قد قالوا : مَنْ زيدًا ، فى جواب مَنْ قال : رأيتُ زَيْدًا ، ومَنْ زيْدٍ فى جواب مَنْ قال : مَرَرْتُ بزيدٍ. ويُرْوى : « فَهْىَ تنادى بأبى وابنى ما » ، فإذا كان ذلك فَهُو على وَجْهه ، وما فى كلِّ ذلكَ زائدةٌ ، وَجَمْعُ الابنِ أبناءٌ ، وقالوا فى تصغيرِه : أُبَيْنُونَ ، وجَمْعُ البنت : بَنَاتٌ.
* وبناتُ الليلِ : الهمُومُ ، أنشد ثعلَبٌ :
تَظلُ بناتُ الليلِ حَوْلىَ عُكَّفًا |
|
عُكُوفَ البواكى بَيْنَهُنَّ قَتيلُ(١) |
وقول أميَّةَ بن أبى عائذٍ الهُذَلِىِّ :
فَسَبَتْ بناتِ القلبِ فَهْىَ دَهائِنٌ |
|
بحِبالِها كالطيرِ فى الأقفاصِ(٢) |
إنّما عنى ببناتِه : طوَائِفَهُ.
* وأبناءُ فارسَ : قومٌ مِن أولادِهم ارتُهنُوا باليَمن ، والنسبُ إليهم أبْنَاوِىٌ ، والاسم من كل ذلك البُنُوّةُ.
وللأَبِ والابن والبنْت أَشْيَاءُ كثيرةٌ يُضَافُ إليها قد جمعتها وتقصَّيْتُها فى الكتابِ المُخَصّصِ.
* وتَبَنّاهُ : اتخذه ابنًا ، وقال الزجّاجُ : تَبَنَّى به ، يريد تَبنَّاهُ ، وقولُه : أنشده ابنُ الأعرابِى :
*يَا سَعْدُ يا بنَ عَمَلى يا سَعْدُ* (٣)
أرادَ يا مَنْ يَعمَلُ عَمَلى ، أو مثلَ عَمَلى ، قال : والعرب تقول : الرفق بُنَىُ الحِلم أى مثلُهُ ، وقد تقدّمَ جميعُ ذلكَ فى الياءِ.
مقلوبه : ب و ن
* البَوْنُ ، والبُوْنُ : مسافةُ ما بين الشيئَينِ ، قال كُثيرُ عزةَ :
إذَا جاوزُوا مَعروفَهُ أسْلَمتهمُ |
|
إلى غَمْرَةٍ لا يُنظِرُ القومَ بوْنُهَا(٤) |
* وقد بَانَ صاحبَهُ بَوْنًا ، والبُوانُ : من أعمدة الخِبَاءِ ، والجمع أبْوِنَةٌ ، وبُوْنٌ ، وبُوَنٌ ، وأَبَاها سيبويه.
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (بنى) ، وتاج العروس (بنى).
(٢) البيت لأمية بن أبى عائذ الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٩١ ، ولسان العرب (بنى) ، وتاج العروس (بنى).
(٣) الرجز للأسدى فى المخصص ١٣ / ٢٠٣ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (بنى) ، وتاج العروس (بنى).
(٤) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٢٤٢ ، ولسان العرب (بون) ، ورواية العجز فيه : (ثُونُها).