وقال اللِّحْيانىُّ : يُجْمَع إنسانٌ : أَناسِىَ وآناسًا على مثل آباضٍ وأناسِيَةً بالتخفيف وبالتأنيث.
وحكى أن الإِيسانَ لغة فى الإِنسان ، طائية.
قال عامرُ بن حوبن الطائى :
فيَا ليْتَنِى من بعد ما طافَ أهلُها |
|
هَلَكْتُ ولم أسْمَعْ بها صوتَ إيسَانِ (١) |
كذَا أنشده ابن جِنّى ، وقال : إلا أنهم قد قالوا فى جَمْعِه : أياسِىَ بياء قبل الألف ، فعلى هذا يجوز أن تكون الباء غير مُبْدَلة ، وجائز أيضا أن يكون من البدلِ اللازم نحو : عِيدٍ ، وأعيادٍ ، وعُيَيْدٍ.
قال ابن جِنِّى : ويحكى أن طائفة من الجِنِّ وَافَوْا قَوْمًا ، فاستأذنوا عليهم ، فقال لهم الناسُ : من أَنْتُم؟ فقالوا : أناسٌ من الجِنَ ، قال : وذلك أن المَعْهُود فى الكلامِ إذا قِيلَ للناس : من أَنْتُمْ؟ فقَالُوا : أناسٌ من بنى فُلَانٍ ، فلما كَثُرَ ذلك استعملوه فى الجِنّ على المعهود من كلامهم مع الإِنْسِ ، والشىءِ يُحْملُ على الشىِ من وجه آخَر.
* وإنْسَانُ العَيْن : ناظِرُها ، وقوله :
تَمْرِى بإنْسانِها إنسانَ مُقْلَتِها |
|
إنْسانةٌ فى سَوادِ الليلِ عُطْبُولُ (٢) |
فَسّره أبو العَمَيْثَلِ الأَعْرابىُّ ، فقال : إنْسَانُها : أُنْمُلَتُها ، ولم أَرَه لغيرِه.
* وإنْسانُ السَّيْف والسَّهْمِ : حَدُّهُما.
* وإنْسِىُ القَدَمِ : ما أَقْبَل ، ووَحْشِيُّها : ما أَدْبَر منها.
* وإنْسِىُ الإِنسانِ والدَّابّةِ : جانِبُهُما الأَيْسَر ، وقِيلَ : الأَيْمَن.
* وإنْسِىُ القَوْسِ : ما وَلِىَ الرَّامِى ، ووَحْشِيُّها : ما وَلِىَ الصَّيْد.
* وفى الإِنْسِىّ والوَحْشِىّ اختلافٌ قد أبَنْتُه فى حرفِ الحاءِ.
* والأَنَسُ : أهل المَحَلِّ ، والجمعُ : آناسِ ، قال أبو ذُؤَيْب :
مَنَايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها |
|
جِهارًا ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبْلِ (٣) |
__________________
(١) البيت لعامر بن جرير الطائى فى لسان العرب (أنس) ؛ ولعامر بن جؤين فى المقرب (٢ / ١٧١).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (أنس) ؛ وتهذيب اللغة (١٣ / ٨٩) ؛ وكتاب العين (٧ / ٣٠٥) ؛ وتاج العروس (أنس).
(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى لسان العرب (أنس) ، (متع) ، (جبل) ؛ وتهذيب اللغة (١١ / ٩٦) ؛ وتاج العروس (أنس) ، (متع) ، (جبل) ؛ وللهذلى فى جمهرة اللغة ص ٢٦٩.