* * *
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠).
( بيان )
آيات أخر يذكرهم الله تعالى بها دالة على وحدانيته تعالى في الخلق والتدبير مقرونة بالإنذار والتخويف ، جارية على غرض السورة وهو التذكرة بالوحدانية مع الإنذار غير أنه تعالى لما أشار إلى لجاجهم وعنادهم للحق في قوله السابق : « بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ » غير السياق بالإعراض عن خطابهم والالتفات إلى خطاب النبي صلىاللهعليهوآله بأمره أن يتصدى خطابهم ويقرع أسماعهم آياته في الخلق والتدبير الدالة على توحده في الربوبية وإنذارهم بعذاب الله ، وذلك قوله : « قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ » إلخ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ » إلخ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ » إلخ ، « قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ » إلخ قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ » إلخ ، « قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً » إلخ.