قبلا ـ فيراه كما يرى أحدكم صاحبه الذي يكلمه فهذا الرسول ، والنبي الذي يؤتى في النوم نحو رؤيا إبراهيم عليهالسلام ، ونحو ما كان يأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله من السبات ـ إذا أتاه جبرئيل في النوم فهكذا النبي ، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة ـ فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله رسولا نبيا ـ يأتيه جبرئيل قبلا فيكمله ويراه ، ويأتيه في النوم ، وأما المحدث فهو الذي يسمع كلام الملك ـ فيحدثه من غير أن يراه ـ ومن غير أن يأتيه في النوم.
أقول : وفي معناه روايات أخر.
وفي التوحيد ، بإسناده عن محمد بن مسلم ومحمد بن مروان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما علم رسول الله صلىاللهعليهوآله أن جبرئيل من قبل الله إلا بالتوفيق.
وفي تفسير العياشي ، عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف لم يخف رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فيما يأتيه من قبل الله ـ أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال : فقال : إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا ـ أنزل عليه السكينة والوقار ـ فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.
وفي الكافي ، بإسناده عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : « وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ـ ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ » قال : خلق من خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ـ كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره ويسدده ، وهو مع الأئمة من بعده.
أقول : وفي معناها عدة روايات وفي بعضها أنه من الملكوت ، قال في روح المعاني : ونقل الطبرسي عن أبي جعفر وأبي عبد الله : أن المراد من هذا الروح ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل ـ كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يصعد إلى السماء ، وهذا القول في غاية الغرابة ولعله لا يصح عن هذين الإمامين. انتهى.
والذي في مجمع البيان. ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام قالا : ولم يصعد إلى السماء وإنه لفينا. انتهى.
واستغرابه فيما لا دليل له على نفيه غريب. على أنه يسلم تسديد هذا الروح لبعض الأمة غير النبي كما هو ظاهر لمن راجع قسم الإشارات من تفسيره.
وفي النهج : ولقد قرن الله به صلىاللهعليهوآله من لدن كان فطيما ـ أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ـ ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره.