وفي الإحتجاج ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث طويل يقول فيه : وأما قوله تعالى : « وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا » فهذا من براهين نبينا صلىاللهعليهوآله التي آتاه الله إياها ـ وأوجب به الحجة على سائر خلقه ـ لأنه لما ختم به الأنبياء وجعله الله رسولا ـ إلى جميع الأمم وسائر الملل ـ خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج ـ وجمع له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما أرسلوا به ـ وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه. الحديث.
أقول : وروى هذا المعنى القمي في تفسيره ، بإسناده عن أبي الربيع عن أبي جعفر عليهالسلام في جواب ما سأله نافع بن الأزرق ، ورواه في الدر المنثور ، بطرق عن سعيد بن جبير وابن جريح وابن زيد.
* * *
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ـ ٤٦. فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ ـ ٤٧. وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ـ ٤٨. وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ ـ ٤٩. فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ ـ ٥٠. وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ـ ٥١. أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ ـ ٥٢. فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ـ ٥٣. فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ ـ ٥٤. فَلَمَّا