النعمة بما من الله به عليه من نعمة منصب الإمامة والجاه العريض والمال الكثير والذرية الصالحة المعصومة وغير ذلك من النعم والآلاء الجسيمة وذلك لأنه سخر ذلك كله وصرفه في سبيل مرضاة الله سبحانه وصون شريعته الغراء من الزوال والفناء كما نجح في امتحان التكليف الصعب الذي توجه نحوه من اجل حفظ الدين وصونه من التحريف والتزييف.
بلوغ الإمام الحسين عليهالسلام قمة النجاح في امتحان البلاء والتكليف :
وقد نهض بمسؤولية هذا التكليف وضحى في سبيل امتثاله بنفسه النفيسة واولاده الاحباء واخوته الاعزاء واصحابه الاوفياء كما عرض عياله ومن بقي من ابنائه لاقسى الوان المشقة والعناء ايام سبيهم والانتقال بهم من بلد الى بلد ونال الإمام زين العابدين عليهالسلام النصيب الاوفر من الالم النفسي والعذاب الجسمي في هذا السبيل.
أجل : لقد نال الامام الحسين عليهالسلام الدرجة السامية بل الاسمى والاعلى من النجاح في امتحان التكليف الشاق والصعب حيث امتثله بصبر وتجلد وهو يقول بلسان الحال او المقال :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلا بقتلي يا سيوف خذيني |
ويقول أيضا بهذا اللسان الصادق والإيمان الواثق :
رضاك رضاك لا جنات عدن |
|
وهل عدن تطيب بلا رضاك |
ولو قطعتني في الحب إربـاً |
|
لما مال الفؤاد إلى سواكــا |
وكذلك نال هذه الدرجة الارقى من النجاح في امتحان البلاء حيث واجه تلك المحن والخطوب التي نزلت عليه واحاطت به من كل جانب