وفي حال إصابته بشيء من ذلك اذا بقي على وضعه الاول من الالتزام بخط السماء بالايمان الصادق والاستقامة في خط التقوى يعرف انه قوي العقيدة وثابت الموقف لا تزيده المصيبة الا ثباتا على منهج الحق بعقيدته واستقامته وتسليمه لقدر الله سبحانه ورضاه به منتظرا احد امرين اما الفرج والسلامة ليقابل ذلك بشكر الله سبحانه على تفضله باستجابة دعائه وكشف بلائه او استمرار المصيبة وبقاءها الى اجل غير مسمى ليقابل ذلك بالاستمرار على الصبر والتسليم وينال ثواب الصابرين وجائزتهم التي اشار الله سبحانه اليها بقوله في آخر الآية المذكورة.
( أُولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمةُ وأُولئك هم المهتدون ) (١).
وإذا حصل منه تبدل وتغير في الوضع بتحوله من موقف الالتزام والاستقامة في العقيدة والسلوك الى موقف الانحراف عنه فإنه بذلك يظهر واقعه امام نفسه والآخرين وان التزامه الذي كان عليه لم يكن قائما على اساس ثابت بدليل اهتزاز موقفه وتغير تصرفه من الاستقامة الى الإنحراف ليكون مصداقا لقوله تعالى :
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن اصابه خير اطمأن به وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين ) (٢).
وكما يكون الامتحان بالمصيبة كذلك يكون بالنعمة والتكليف الحقيقي الواقعي الذي صدر من المولى بقصد العمل والامتثال او الظاهري الذي لم يصدر منه لذلك بل لمجرد الاختبار والامتحان فقط.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٥٧.
(٢) سورة الحج ، الآية : ١١.