واحوالهم قبل وجودهم في هذه الحياة وبعده الى ان يرث الارض ومن وما عليها وبذلك يرتفع موضوع الاختيار الذي يصدر من اجل معرفة حال الممتحن كالأستاذ يمتحن طلابه لمعرفة الناجح وغيره والاب ولده ليعرف بره وعدمه والصديق صديقه ليعرف إخلاصه والزوجة زوجها وبالعكس ليعرف كل واحد منهما وفاء الآخر وإخلاصه له وهكذا؟.
السؤال الثاني : ما معنى ان يبتلي الله عباده بهذه المحن والمصائب وهو ارحم الراحمين الذي سبقت رحمته غضبه ووسعت كل شيء؟.
وحاصل الجواب على السؤال الاول : ان الإمتحان مرة يكون للتعرف على حال الممتحن والإطلاع على وضعه واخرى يكون من اجل ان يعرف الانسان نفسه ويطلع الآخرون من الناس على واقع حاله من حيث قوة الايمان وضعفه والممتنع في حقه سبحانه هو الأول دون الثاني كما هو واضح وفلسفة هذا الامتحان بمعناه الثاني هي ان الكثيرين من الناس يكونون في حال الرخاء والسلام على حالة جيدة من الالتزام الديني والبروز بالمظهر الحسن الذي يوحي للآخرين بأنه قد بلغ المرتبة العالية في الالتزام الشرعي وربما طرأ عليه الاعجاب والغرور بحاله وحصل له الاطمئنان بأنه قد بلغ هذه الدرجة.
فلسفة الابتلاء في هذه الحياة :
وحيث ان الله سبحانه هو الحق فلا يرضى من الأنسان الا بالإيمان الحق القائم على اساس ثابت وراسخ ولا يعرف واقع ذلك الا بعد مرور الشخص بتجربة صعبة ومحنة شديدة اشار الله سبحانه الى بعض انواعها بالآية المذكورة.