عشاء فوجدت معها رجلا ـ رأيته بعيني وسمعته بأذني ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى رئي الكراهة في وجهه ـ فقال هلال : إني لأرى الكراهة في وجهك ـ والله يعلم إني لصادق ، وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا ـ فهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بضربه.
قال : واجتمعت الأنصار وقالوا : ابتلينا بما قال سعد أيجلد هلال ويبطل شهادته؟ فنزل الوحي وأمسكوا عن الكلام ـ حين عرفوا أن الوحي قد نزل ـ فأنزل الله تعالى : « وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ » الآيات.
فقال صلىاللهعليهوآله : أبشر يا هلال فإن الله تعالى قد جعل فرجا ـ فقال : قد كنت أرجو ذلك من الله تعالى ، فقال صلىاللهعليهوآله : أرسلوا إليها فجاءت فلاعن بينهما ـ فلما انقضى اللعان فرق بينهما وقضى أن الولد لها ـ ولا يدعى لأب ولا يرمى ولدها.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها ـ وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه.
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن عدة من أرباب الجوامع عن ابن عباس.
( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ