قالا : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا صلى قام على أصابع رجليه ـ حتى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى : « طه ـ بلغة طي يا محمد ـ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ـ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ».
أقول : وروى ما في معناه في الكافي ، بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام وفي الاحتجاج عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي عليهالسلام ، وروى هذا المعنى أيضا في الدر المنثور ، عن ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن علي قال : لما نزل على النبي صلىاللهعليهوآله : « يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً » ـ قام الليل كله حتى تورمت قدماه ـ فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فهبط عليه جبريل ـ فقال : « طه » يعني الأرض بقدميك يا محمد ـ « ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى » وأنزل ـ « فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ».
أقول : والمظنون المطابق للاعتبار أن تكون هذه الرواية هي الأصل في القصة بأن يكون النبي صلىاللهعليهوآله قام على قدميه في الصلاة حتى تورمت قدماه ثم جعل يرفع قدما ويضع أخرى أو قام على صدور قدميه أو أطراف أصابعه فذكر في كل من الروايات بعض القصة سببا للنزول وإن كان لفظ بعض الروايات لا يساعد على ذلك كل المساعدة.
نعم يبقى على الرواية أمران :
أحدهما : أن في انطباق الآيات بما لها من السياق على القصة خفاء.
وثانيهما : ما في الرواية من قوله : « فقال طه يعني الأرض بقدميك يا محمد » ونظيره ما مر في رواية القمي « فأنزل الله : ( طه ) بلغة طي يا محمد ( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) » ومعناه أن طه جملة كلامية مركبة من فعل أمر من وطأ يطأ ومفعوله ضمير تأنيث راجع إلى الأرض ، أي طإ الأرض وضع قدميك عليها ولا ترفع إحداهما وتضع الأخرى.
فيرد عليه حينئذ أن هذا الذيل لا ينطبق على صدر الرواية فإن مفاد الصدر أنه صلىاللهعليهوآله كان يرفع رجلا ويضع أخرى في الصلاة إثر تورم قدميه يتوخى به أن يسكن وجع قدمه التي كان يرفعها فيستريح هنيئة ويشتغل بربه من غير شاغل يشغله وعلى