هذا فرفع الكلفة والتعب عنه صلىاللهعليهوآله على ما يناسب الحال إنما هو بأن يؤمر بتقليل الصلاة أو بتخفيف القيام لا بوضع القدمين على الأرض حتى يزيد ذلك في تعبه ويشدد وجعه فلا يلائم قوله « طه » قوله : « ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى » ولعل قوله : « يعني الأرض بقدميك » من كلام الراوي والنقل بالمعنى.
على أنه مغاير للقراءات المأثورة البانية على كون « طه » حرفين مقطعتين لا معنى وضعي لهما كسائر الحروف المقطعة التي صدرت بها عدة من السور القرآنية.
وذكر قوم منهم أن معنى « طه » يا رجل ثم قال بعضهم : إنه لغة نبطية وقيل : حبشية ، وقيل : عبرانية ، وقيل : سريانية ، وقيل : لغة عكل ، وقيل : لغة عك ، وقيل : هو لغة قريش ، واحتمل الزمخشري أن يكون لغة عك وأصله يا هذا قلبت الياء طاء وحذفت ذا تخفيفا فصارت طاها ، وقيل : معناه يا فلان ، وقرأ قوم طه بفتح الطاء وسكون الهاء كأنه أمر من وطأ يطأ والهاء للسكت وقيل : إنه من أسماء الله ولا عبرة بشيء من هذه الأقوال ولا جدوى في إمعان البحث عنها.
نعم ورد عن أبي جعفر عليهالسلام كما في روح المعاني ، وعن أبي عبد الله عليهالسلام كما عن معاني الأخبار ، بإسناده عن الثوري : أن طه اسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآله كما ورد في روايات أخرى : أن يس من أسمائه وروى الاسمين معا في الدر المنثور ، عن ابن مردويه عن سيف عن أبي جعفر.
وإذ كانت تسمية سماوية ما كان صلىاللهعليهوآله يدعى ولا يعرف به قبل نزول القرآن ولا أن لطه معنى وصفيا في اللغة ولا معنى لتسميته بعلم ارتجالي لا معنى له إلا الذات مع وجود اسمه واشتهاره به وكان الحق في الحروف المقطعة في فواتح السور أنها تحمل معاني رمزية ألقاها الله إلى رسوله ، وكانت سورة طه مبتدئة بخطاب النبي صلىاللهعليهوآله « طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ » إلخ كما أن سورة يس كذلك « يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ » بخلاف سائر السور المفتتحة بالحروف المقطعة وظاهر ذلك أن يكون المعنى المرموز إليه بمقطعات فاتحتي هاتين السورتين أمرا راجعا إلى شخصه صلىاللهعليهوآله متحققا به بعينه فكان وصفا لشخصيته الباطنة مختصا به فكان اسما من أسمائه صلىاللهعليهوآله فإذا أطلق عليه وقيل : طه أو يس كان المعنى من خوطب بطة أو يس ثم صار علما بكثرة الاستعمال.