كان غير خال عن شوب النقص والإمكان نحو صبيح المنظر ومعتدل القامة وجعد الشعر وما فيه الكمال من غير شوب كالحي والعليم والقدير بتجريد معانيها عن شوب المادة والتركيب وهي أحسن الأسماء لبراءتها عن النقص والعيب وهي التي تليق أن تجري عليه تعالى ويتصف بها.
ولا يختص ذلك منها باسم دون اسم بل كل اسم أحسن فله تعالى لمكان الجمع المحلى باللام المفيد للاستغراق في قوله تعالى : « لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى » وتقديم الخبر يفيد الحصر فجميعها له وحده.
ومعنى كونها له تعالى أنه تعالى يملكها لذاته والذي يوجد منها في غيره فهو بتمليك منه تعالى على حسب ما يريد كما يدل عليه سوق الآيات الآتية سوق الحصر كقوله : « هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » المؤمن : ٦٥ ، وقوله : « وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ » الروم : ٥٤ وقوله : « هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » المؤمن : ٥٦ ، وقوله : « أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً » البقرة : ١٦٥ ، وقوله : « فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً » النساء : ١٣٩ ، وقوله : « وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ » البقرة : ٢٥٥ ، إلى غير ذلك.
ولا محذور في تعميم ملكه بالنسبة إلى جميع أسمائه وصفاته حتى ما كان منها عين ذاته كالحي والعليم والقدير وكالحياة والعلم والقدرة فإن الشيء ربما ينسب إلى نفسه بالملك كما في قوله تعالى : « رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي » المائدة : ٢٥.
( بحث روائي )
في المجمع : « في قوله ( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) » ـ وروي أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه ـ فأنزل الله تعالى : « طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى » ـ وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام :
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس وأيضا عن ابن مردويه عن ابن عباس.
وفي تفسير القمي ، بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع)