فنزلت على رءوس العباد ويلجم العرق ـ وتؤمر الأرض لا تقبل من عرقهم شيئا ـ فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح ـ ويدلهم نوح على إبراهيم ، ويدلهم إبراهيم على موسى ويدلهم موسى على عيسى ، ويدلهم عيسى على محمد صلىاللهعليهوآله فيقول : عليكم بمحمد خاتم النبيين ، فيقول محمد صلىاللهعليهوآله : أنا لها.
فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق فيقال له : من هذا؟ والله أعلم فيقول محمد : افتحوا فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا ـ فلا يرفع رأسه حتى يقال له تكلم وسل تعط واشفع تشفع ـ فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها ـ فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع من قد أحرق بالنار ـ فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمد صلىاللهعليهوآله ـ وهو قول الله تعالى : « عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ».
أقول : وقوله : « حتى أنه ليشفع من قد أحرق بالنار » أي بعض من أدخل النار ، وفي معنى هذه الرواية عدة روايات من طرق أهل السنة عن النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي الدر المنثور ، أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الإذن ـ فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليهالسلام فيقول : لست بصاحب ذلك ثم موسى عليهالسلام فيقول مثل ذلك ثم محمد صلىاللهعليهوآله ـ فيشفع فيقضي الله بين الخلائق فيمشي ـ حتى يأخذ بحلقة باب الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما.
وفيه ، أخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : المقام المحمود الشفاعة.
وفيه ، أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي الوقاص قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن المقام المحمود فقال : هو الشفاعة.
أقول : والروايات في المضامين السابقة كثيرة.
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى