وقوله : « أشمط الرأس واللحية » الشمط بياض الشعر يخالطه سواد ، والزغب أول ما يبدو من الشعر والريش وصغارهما ، والبخت الإبل الخراساني والدلي بضم الدال وكسر اللام وتشديد الياء جمع دلو على فعول ، والصبابة بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة الشوق والهوى الرقيق وبالمعجمة مضمومة الغيم الرقيق.
وفي أمالي الصدوق ، عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قال : لما أسري برسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بيت المقدس ـ حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس ـ وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلى بها ورده ـ فمر رسول الله صلىاللهعليهوآله في رجوعه بعير لقريش ـ وإذا لهم ماء في آنية وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه ـ فشرب رسول الله صلىاللهعليهوآله من ذلك الماء وأهرق باقيه.
فلما أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لقريش : إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس ـ وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم ، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا ـ وقد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم ـ وأهرقت باقي ذلك ـ فقال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ـ فاسألوه كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا : يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس ـ فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه؟ فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ـ فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلما أخبرهم ، قالوا : حتى يجيء العير ونسألهم عما قلت ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله تصديق ذلك ـ أن العير يطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق.
فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ـ ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة ـ فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير ـ حين طلع القرص يقدمها جمل أورق فسألوهم عما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقالوا : لقد كان هذا : ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماء فأصبحنا وقد أهريق الماء ـ فلم يزدهم ذلك إلا عتوا.
أقول : وفي معناها روايات أخرى من طرق الفريقين.
وفيه ، بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما أسري به إلى السماء ـ انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور وهو قوله عز وجل : « جَعَلَ الظُّلُماتِ