الْجَنَّةَ) [البقرة : ٣٥] و (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) [الأحزاب : ٣٧] وبنو تمِيم يقولون : هى زوجته ، وأباها الأصمعىّ فقال : هى زوج لا غير ، واحتَجّ بقول الله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ، فقيل له : نعم كذلك قال الله ، فهل قال عزوجل لا يقال : زَوْجة ، وكانت من الأصمعىّ فى هذا الوجه شِدَّة وعُسْر. وزعم بعضهم أنه إنما ترك تفسير القرآن لأن أبا عُبَيدة سبقه بالمجاز إليه ، وتظاهر أيضا بترك تفسير الحديث وذِكْر الأنواء ، وقال الفرزدق :
وإن الذى يَسْعى يُحَرِّش زوجتى |
|
كساعٍ إلى أُسْد الشَّرَى يَسْتَبِيلُها (١) |
(وسئل ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ عن الجَمَل من قوله تعالى : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) [الأعراف : ٤٠] ، فقال : هو زوج الناقة.
وجمع الزوج : أَزْواج وزِوَجة.
* وقد تَزَوّج امرأةً ، وزَوَّجته إيَّاها وبها ، وأبى بعضهم تعديتها بالباء.
* وتزوَّج فى بنى فلان : نكح فيهم. وتزاوج القومُ : وازدَوَجوا : تزوَّج بعضهم بعضا صحَّت فى ازدوجوا ، لكونها فى معنى تزاوجوا.
* وازدوج الكلامُ ، وتزاوج : أشْبَه بَعْضُه بعضا فى السَّجْع أو الوزن ، أو كان لإحدى القَضِيَّتين تعلُّق بالأخرى.
* وزوَّج الشىءَ بالشىء ، وزوَّجه إليه : قرنه ، وفى التنزيل : (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) [الدخان : ٥٤] : أى قرنَّاهم ، وأنشد ثعلب :
ولا يَلْبَث الفِتْيان أن يتفرَّقوا |
|
إذا لم يُزوَّج رُوحُ شَكل إلى شَكْلِ (٢) |
* وقال أبو حنيفة : هاج المُكَّاء للزَّوَاج : يعنى به السِّفَاد.
* والزَّوْج : الصِّنْف من الشىء ، وفى التنزيل : (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج : ٥] وقيل : من كل لون حَسَن ، وقوله تعالى : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) [ص : ٥٨] قال : معناه ألوان من العذاب ، ووصفه بالأزواج ؛ لأنه عنى بذلك الأنواع من العذاب والأصناف منه. والزَّوْج : النمَط. وقيل : الدِّيبَاج ، قال لَبيد :
__________________
(١) البيت للفرزدق فى ديوانه (٢ / ٦١) ؛ ولسان العرب (زوج) ، (بول) ؛ وتاج العروس (زوج) ، (بول). وفيه : (ليفسد) مكان (يُحَرِّش).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (زوج) ؛ وتاج العروس (زوج).