ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ـ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) ـ ويقول : ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ـ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ).
أقول : وهو ما قدمناه في معنى الآية.
وفي الكافي ، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ـ إلى قوله ـ يَتَوَكَّلُونَ ) فقال : يا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه ـ ولا يسلط على دينه قد سلط على أيوب فشوه خلقه ـ ولم يسلط على دينه ، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ـ ولا يسلط على دينهم.
قلت له : قوله عز وجل : ( إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ـ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) قال : الذين هم بالله مشركون ـ يسلط على أبدانهم وعلى أديانهم.
أقول : ورواه العياشي عن أبي بصير عنه (ع) وإرجاع ضمير ( بِهِ ) إلى الله أحد المعنيين في الآية.
وفي الدر المنثور ، أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس : في قوله : ( إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) قال : قالوا : إنما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي وهو صاحب الكتب ، فقال الله : ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ـ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ).
وفي تفسير العياشي ، عن محمد بن عزامة الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عز وجل خلق روح القدس ـ فلم يخلق خلقا أقرب إلى الله منها وليست بأكرم خلقه عليه ، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم ـ فجرت به قوله تعالى (١) ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ـ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ ) ـ وهو لسان أبي فكيهة مولى بني الحضرمي ـ كان ( أعجمي ) اللسان ـ وكان قد اتبع نبي الله وآمن به ، وكان من أهل الكتاب فقالت قريش : هذا والله يعلم محمدا علمه بلسانه ، يقول الله : ( وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ).
__________________
(١) هذا الذيل مذكور في تفسير البرهان نقلا عن العياشي لكنه غير موجود في النسخة المطبوعة أخيرا من التفسير.