أقول : وروي ما يقرب من معناه بطرق عن أنس عنه (ص).
وفي المجمع ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان : اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فإن اتباع الهوى يصد عن الحق ، وطول الأمل ينسي الآخرة.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : ( ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ ـ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ ) قال : قال عليهالسلام : لو أنزلنا بالملائكة لم ينظروا وهلكوا.
كلام في أن القرآن مصون عن التحريف في فصول :
الفصل ١
من ضروريات التاريخ أن النبي العربي محمدا صلىاللهعليهوآله جاء قبل أربعة عشر قرنا ـ تقريبا ـ وادعى النبوة وانتهض للدعوة وآمن به أمة من العرب وغيرهم ، وأنه جاء بكتاب يسميه القرآن وينسبه إلى ربه متضمن لجمل المعارف وكليات الشريعة التي كان يدعو إليها ، وكان يتحدى به ويعده آية لنبوته ، وأن القرآن الموجود اليوم بأيدينا هو القرآن الذي جاء به وقرأه على الناس المعاصرين له في الجملة بمعنى أنه لم يضع من أصله بأن يفقد كله ثم يوضع كتاب آخر يشابهه في نظمه أو لا يشابهه وينسب إليه ويشتهر بين الناس بأنه القرآن النازل على النبي صلىاللهعليهوآله.
فهذه أمور لا يرتاب في شيء منها إلا مصاب في فهمه ولا احتمل بعض ذلك أحد من الباحثين في مسألة التحريف من المخالفين والمؤالفين.
وإنما احتمل بعض من قال به من المخالف أو المؤالف زيادة شيء يسير كالجملة أو الآية (١) أو النقص أو التغيير في جملة أو آية في كلماتها أو إعرابها ، وأما جل الكتاب الإلهي فهو على ما هو في عهد النبي صلىاللهعليهوآله لم يضع ولم يفقد.
__________________
(١) كقول بعض من غير المنتحلين بالإسلام إن قوله تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) من وضع أبي بكر وضعه حين سمع عمر وهو شاهر سيفه يهدد بالقتل من قال : إن النبي مات فقرأها على عمر فصرفه.