يأمركم إلا بمكارم الأخلاق ، وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : إن كان محمد قاله فنعم ما قال ، وإن قاله ربه فنعم ما قال. قال : فأنزل الله : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ـ وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى ) الحديث.
وفيه ، عن عكرمة قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله قرأ هذه الآية على الوليد بن المغيرة ـ فقال : يا بن أخي أعد فأعاد فقال : إن له لحلاوة وإن له لطلاوة وإن أعلاه لمثمر ـ وإن أسفله لمعذق وما هو قول البشر.
وفي تفسير القمي ، بإسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق عليهالسلام : في الآية : ليس لله في عباده أمر إلا العدل والإحسان.
وفي تفسير البرهان ، عن ابن بابويه بإسناده عن عمرو بن عثمان قال : خرج علي عليهالسلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال : أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ فقال : في قوله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) ـ فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل.
أقول : ورواه العياشي عن عمرو بن عثمان العاصي عنه عليهالسلام ، ورواه في الدر المنثور ، عن ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي عن أبيه عنه عليهالسلام ولفظه : مر علي بن أبي طالب بقوم يتحدثون فقال : فيم أنتم؟ فقالوا : نتذاكر المروءة ، فقال : أوما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه إذ يقول الله : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل.
أقول : وقد ورد في عدة روايات تفسير العدل بالتوحيد أو بالشهادتين وتفسير الإحسان بالولاية : وفي أخرى إرجاع تحريم نقض العهد بوجوب الثبات على الولاية.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ـ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ) الآية ، قال : قال عليهالسلام : القنوع.
وفي المعاني ، بإسناده عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قيل له : إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت : إذا عرفت الحق فاعمل بما شئت ، فقال : لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت هكذا ـ ولكني قلت له : إذا عرفت الحق ـ فاعمل ما شئت من خير يقبل منك ـ إن الله عز وجل يقول : ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ