*قِفا نَبْك من ذِكرى حبيب ومنزل* (١)
وقوله :
*سُقيتِ الغَيثَ أيتها الخيامُ* (٢)
وقوله :
*وكانت مباركة من الأيام* (٣)
فلما كان حرف الوصل غير لازم ؛ لأن الوقف يُزيله ، لم يُحْفَل باختلافه ، ولأجل ذلك ما قلّ الإقواء عنهم مع هاء الوصل ؛ ألا ترى أنه لا يمكن الوقوف دون هاء الوصل ، كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه ، فلهذا قلّ جدّا نحو قول الأعشى :
*ما بالها باللّيل زال زوالُها* (٤)
فيمن رفع. قال الأخفش : قد سمعت بعض العرب يجعل الإقواء سِنادا، وقال الشاعر:
*فيه سِنادٌ وإقواءٌ وتَحْرِيدُ* (٥)
قال : فجعل الإقواء غير السِّناد ، كأنه ذهب بذلك إلى تضعيف قول من جعل الإقواء سنادا من العرب ، وجعله عيبا ، قال : وللنابغة فى هذا خبر مشهور ، وقد عيب قوله فى الدالية المجرورة :
*وبذاك خبَّرنا الغُدافُ الأسْوَدُ* (٦)
فعيب عليه ذلك فلم يفهمه ، فلما لم يفهمه أُتى بمغنية فغنّته :
*من آلِ مَيَّة رائحٌ أو مُغْتَدِى* (٧)
ومدّت الوصل وأشبعته ، ثم قالت :
__________________
(١) صدر بيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٨ ؛ ولسان العرب (آ) ؛ وتاج العروس (قوا) ؛ ولسان العرب (قوا) ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٦٧.
(٢) عجز بيت لجرير فى ديوانه ص ٢٧٨ ؛ ولسان العرب (روى) ، (قوا) ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٥٠ ؛ وصدره : * متى كان الخيام بذى طلوح *.
(٣) عجز بيت لجرير فى ملحق ديوانه ص ١٠٣٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (سوق) ، (روى) ، (قوا). وصدره : * أيهات منزلنا بنعف سويقة *.
(٤) عجز بيت للأعشى فى ديوانه ص ٧٧ ؛ ولسان العرب (زول) ، (قوا) ؛ وتهذيب اللغة (٩ / ٣٦٩) ، وصدره : * هذا النهار بدا لها من همّها *.
(٥) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب (سند) ، (قوا).
(٦) عجز بيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٨٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (وجه) ؛ وصدره : * زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا *.
(٧) الشطر فى لسان العرب (قوا).