وقال آخر :
وإنِّى بحمد الله لا واهِنُ القُوَى |
|
ولم يَك قَوْمى قومَ سُوءٍ فأخْشعا |
وإنِّى بحمد الله لا ثوبَ عاجزٍ |
|
لبِسْتُ ولا من غَدْرة أتَقَنَّعُ (١) |
ومن ذلك ما أنشده ابن الأعرابى :
قد أرسلونى فى الكواعبِ راعياً |
|
فقَدْ وأبى راعِى الكواعبِ أفْرِسُ |
أتته ذئابٌ لا يُبالينَ راعياً |
|
وكُنَّ سَواماً تشتهى أن يُفَرَّسا (٢) |
وأنشد ابن الأعرابى أيضا :
عَشَّيْتُ جابان حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه |
|
وكاد يَهْلِكُ لولا أنه اطّافا |
قولا لجابانَ فَلْيَلْحق بطِيَّته |
|
نَوْمُ الضُّحَى بعد نومِ اللَّيلِ إسرافُ (٣) |
وأنشد ابن الأعرابى أيضا :
ألا يا خُبْزَ يا ابنةَ يثْرُدانٍ |
|
أبَى الحُلقومُ بعدكِ لا ينامُ (٤) |
ويروى : « أُثْرُدانِ ».
وبَرْقٌ للعَصيدة لاح وَهْناً |
|
كما شَقَّقْتَ فى القِدْر السَّناما (٥) |
وكل هذه الأبيات قد أنشدنا كل بيت منها فى موضعه ، وسنُنشد ما بقى منها ما لم ننشده فى موضعه إن شاء الله. قال ابن جنى : وفى الجملة إن الأقواء ـ وإن كان عَيبا لاختلاف الصوت به فإنه ـ قد كثُر ، قال : واحتج الأخفش لذلك : بأن كلّ بيت شِعْرٌ برأسه ، وأن الإقواء لا يكسر الوزن ، قال : وزادنى أبو على فى ذلك فقال : إن حرف الوصل يزول فى كثير من الإنشاد ، نحو قوله :
__________________
(١) البيت الأول بلا نسبة فى لسان العرب (قوا) ؛ والبيت الثانى لغيلان فى لسان العرب (طهر) ؛ وتاج العروس (طهر) ، ولابن مطر المازنى فى معجم الشعراء ص ٤٦٨ ؛ ولبرذع بن عدىّ الأوسىّ فى مجالس ثعلب (ص ٢٥٣) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (ثوب) ، (قوا) ؛ وأساس البلاغة (قنع) ، (غزا) ؛ وفى رواية (خزية) مكان (غَدرة).
(٢) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب (فرس) ، (فوا) ؛ والثانى أيضاً فى تاج العروس (فرس) ؛ وفى رواية : (وكن ذئابا) مكان (وكن سواما).
(٣) البيت الأول بلا نسبة فى لسان العرب (جوب) ، (غرض) ، (طوف) ، (قوا) ؛ وتاج العروس (جوب) ، (غرض) ، (صرف) ، (طوف) ؛ والثانى بلا نسبة فى لسان العرب (جوب) ، (قوا) ؛ وتاج العروس (جوب) ، (قوو) ، (جبن) ، وفى رواية : (أطافا) مكان (أطاقا).
(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ثرد) ، (شقق) ، (قوا) ؛ وتاج العروس (ثرد).
(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ثرد) ، (شقق) ، (قوا).