وليس معه غير فارس واحد ـ ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا ـ حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون الحديث.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : كان النضر بن الحارث يختلف إلى الحيرة ـ فيسمع سجع أهلها وكلامهم ـ فلما قدم إلى مكة سمع كلام النبي صلىاللهعليهوآله والقرآن ـ فقال : قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ـ إن هذا إلا أساطير الأولين.
أقول : وهناك بعض روايات أخر في أن القائل بهذا القول كان هو النضر بن الحارث وقد قتل يوم بدر صبرا.
وفيه ، أخرج البخاري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك رض قال : قال أبو جهل بن هشام : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ـ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم » فنزلت : « وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ـ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ».
أقول : وروى القمي هذا المعنى في تفسيره ، وروى السيوطي أيضا في الدر المنثور ، عن ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وعن ابن جرير عن عطاء : أن القائل : « اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ » الآية ـ النضر بن الحارث وقد تقدم في البيان السابق ما يقتضيه سياق الآية.
وفيه ، أخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا : قالت قريش بعضها لبعض : محمد أكرمه الله من بيننا؟ ( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ـ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ) الآية ـ فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا : غفرانك اللهم ـ فأنزل الله : « وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ـ إلى قوله ـ لا يَعْلَمُونَ ».
وفيه ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزى (رض) قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكة فأنزل الله : « وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ » فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة فأنزل الله : « وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » فلما خرجوا أنزل الله : « وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ » الآية ـ فأذن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم.
وفيه ، أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ