بين قلوبكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ـ.
ثم قال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ فقالوا : وما نقول؟ وبما ذا نجيبك؟ المن لله ولرسوله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم : جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فآمناك ، ومخذولا فنصرناك. فقالوا : المن لله ولرسوله ـ.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وجدتم في أنفسكم ـ يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا ـ تألفت بها قوما ليسلموا ـ ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام. أفلا ترضون يا معشر الأنصار ـ أن تذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير ، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا ـ وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ـ ولو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ـ اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ـ فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم ، وقالوا : رضينا بالله ورسوله قسما ثم تفرقوا ـ.
وقال أنس بن مالك : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر مناديا فنادى يوم أوطاس : ألا لا توطأ الحبالى حتى يضعن ، ولا غير الحبالى حتى يستبرأن بحيضة ـ.
ثم أقبلت وفود هوازن ـ وقدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآله بالجعرانة مسلمين ـ فقام خطيبهم وقال : يا رسول الله ـ إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي ـ كن يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ـ ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك ـ رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين ـ ثم أنشد أبياتا ـ.
فقال صلىاللهعليهوآله : أي الأمرين أحب إليكم : السبي أو الأموال؟ قالوا : يا رسول الله خيرتنا بين الحسب وبين الأموال ، والحسب أحب إلينا ولا نتكلم في شاة ولا بعير ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما الذي لبني هاشم فهو لكم ـ وسأكلم لكم المسلمين وأشفع لكم فكلموهم وأظهروا إسلامكم ـ.
فلما صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الهاجرة قاموا فتكلموا ـ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : قد رددت الذي لبني هاشم ـ والذي بيدي عليهم فمن أحب منكم أن يعطي غير مكره فليفعل ـ ومن كره أن يعطي فليأخذ الفداء وعلي فداؤهم ـ فأعطى الناس ما كان بأيديهم منهم ـ إلا قليلا من الناس سألوا الفداء ـ.