قريب لا بمداناة ، لطيف لا بتجسم ، موجود لا بعد عدم ، جاعل لا باضطرار ، مقدر لا بحركة ، مريد لا بهمامة ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة.
أقول : هو عليهالسلام ـ كما يشاهد ـ يثبت في صفاته وأسمائه تعالى أصل المعاني وينفي خصوصيات المصاديق الممكنة ونواقص المادة ، وهو الذي قدمنا بيانه سابقا : وهذه المعاني واردة في أحاديث كثيرة جدا مروية عن أئمة أهل البيت عليهالسلام وخاصة ما ورد عن علي والحسن والحسين والباقر والصادق والكاظم والرضا عليهالسلام في خطب كثيرة من أرادها فليراجع جوامع الحديث ، والله الهادي.
وفي المعاني ، بإسناده عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث : فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ، ولله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره ، وهي التي وصفها الله في الكتاب فقال : « فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ » جهلا بغير علم وهو لا يعلم ويكفر وهو يظن أنه يحسن؟ فذلك قوله : « وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ » فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم ـ فيضعونها غير مواضعها.
أقول : والحديث يؤيد ما قدمناه في معنى كون الأسماء حسنى والإلحاد فيها ، وقوله عليهالسلام : « لا يسمى بها غيره » أي لا يوصف بالمعاني التي جردت لها وصح تسميته بها غيره تعالى كإطلاق الخالق بحقيقة معناه الذي له تعالى لغيره ، وعلى هذا القياس.
وفي الكافي ، بإسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل « وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها » قال : نحن والله الأسماء الحسنى ـ التي لا يقبل الله من العباد إلا بمعرفتنا.
أقول : ورواه العياشي عنه عليهالسلام ، وفيه أخذ الاسم بمعنى ما دل على الشيء سواء كان لفظا أو غيره ، وعليه فالأنبياء والأوصياء عليهالسلام أسماء دالة عليه تعالى وسائط بينه وبين خلقه ، ولأنهم في العبودية بحيث ليس لهم إلا الله سبحانه فهم المظهرون لأسمائه وصفاته تعالى.
وفي الكافي ، بإسناده عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ » قال هم الأئمة.