خيرهم وسعادتهم حتى يكون لشاك أن يشك فيه.
والآية أعني قوله : « وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ » الآية في نفسها عامة مستقلة لكنها بحسب دخولها في سياق الكلام في بني إسرائيل معتنية بشأنهم ، والمراد بالكتاب بهذا النظر التوراة أو هي والإنجيل.
قوله تعالى : « وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ » الآية. النتق قلع الشيء من أصله ، والظلة هي الغمامة ، وما يستظل بها من نحو السقف ، والباقي ظاهر.
والآية تقص رفع الطور فوق رءوس بني إسرائيل ، وقد تقدمت هذه القصة مكررة في سورتي البقرة والنساء.
بحث روائي
في تفسير القمي ، عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن أبي عمير عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : وجدنا في كتاب علي عليهالسلام ـ أن قوما من أهل أيلة من قوم ثمود ـ وأن الحيتان كانت سيقت إليهم يوم السبت ـ ليختبر الله طاعتهم في ذلك ـ فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم ـ وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ـ فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها ويأكلونها ـ فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار ، ولا يمنعهم العلماء عن صيدها ، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم ـ أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها ـ فاصطادوها يوم السبت ـ وأكلوها في ما سوى ذلك من الأيام.
فقالت طائفة منهم : الآن نصطادها ـ فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا : ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرضوا لخلاف أمره ، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت ولم تعظهم ، فقالت للطائفة التي وعظتهم : « لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً »؟ فقالت الطائفة التي وعظتهم : « مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ » ، فقال الله عز وجل : « فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ » ـ يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة ـ فقالت الطائفة التي وعظتهم : لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة ـ في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها ـ مخافة أن ينزل عليكم البلاء فيعمنا معكم.