تكون أصلاً ، وتكون الياء هى الزائدة ، فعلى هذا تكون الكلمةُ فَعْيَلَةً ، وذهب فى ذلك مذهباً من الاشتقاق حسنا لو لا شىءٌ اعترضَه ، وذلك أنه قال : يقال : ضاهَيْتُ زيداً وضاهأتُ زيداً ، بالياء والهمزة ، قال : والضَّهْيَأَةُ : هى التى لا تحيض ، وقيل : التى لا ثَدْىَ لها ، قال : وفى هذَينِ مَعنى المُضاهَأةِ ، لأنها قد ضاهَأَتِ الرِّجالَ بأنها لا تحيض ، كما ضاهَأَتهُم بأنها لا ثَدْىَ لها ، قال : فيكون ضَهْيَأَةٌ فَعْيَلَةً من ضاهَأْتُ بالهمز ، قال ابن جِنِّى : هذا الذى ذهبَ إليه من الاشتقاق مَعنى حَسنٌ ، وليس يَعترِض قولَه شىءٌ ، إلا أنه ليس فى الكلام فَعْيَلٌ ، بفتح الفاء ، إنما هو فَعْيَلٌ ، بكسرِها ، نحو حِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيَنٍ ، ولم يأت الفَتحُ فى هذا الفَنِّ ثَبْتا ، إنما حكاه قَومٌ شاذاً.
* والجَمعُ ضُهْىٌ ، ضَهِيَتْ ضَهًى.
* وقالت امرأةٌ للحجَّاجِ فى ابنها وهو محبوس : إنى أنا الضَّهْياءُ الذَّنَّاءُ ، فالضَّهْياءُ هنا : التى لا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ ، والذَّنَّاءُ : المُسْتحاضةُ ، وقد أنْعَمتُ تَعليلَ هذه الكلمةِ نهاية الشَّرْح فى الكتاب المخصِّصِ.
* والضَّهْيا مقصورٌ : الأرضُ التى لا تُنْبِت ، وقيل : هو شَجَرٌ عِضاهِىٌّ له بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ ، وهى كثيرةُ الشَّوْكِ ، وعُلَّفُها أحمرُ شديدُ الحُمْرَةِ ، ووَرَقُها مِثلُ ورَقِ السَّمُرِ.
* وضُهاءٌ : مَوضعٌ ، قال الهُذَلِىُّ :
لَعَمْرُكَ ما إنْ ذو ضُهاءٍ بهَيِّنٍ |
|
عَلىَّ وما أعطَيتُه سَيْبَ نائِلى (١) |
وإنما قضينا على أن همزة ضُهاءٍ ياءٌ ؛ لكونها لاماً مع وُجودِنا لِضَهْيَإ وضَهْياءَ.
الهاء والسين والياء
هـ ي س
* الهَيْسُ منَ الكَيْلِ : الجُزافُ ، وقد هاسَ.
* وهاسَ منَ الشىءِ هَيْساً : أخذ منه بكَثرةٍ.
* وهاسَ يَهِيس هَيْساً : سارَ أىَّ سَيرٍ كان ، حكاه أبو عُبَيدٍ ، قال :
إحدَى لَياليكِ فَهِيسىِ هِيسىِ |
|
لا تَنْعَمى اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ (٢) |
__________________
(١) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١٨٨١ ؛ وتاج العروس (ضهأ) ؛ وللهذلى فى لسان العرب (ضها).
(٢) الرجز للأسود بن عفار فى تاج العروس (هيس) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (هيس) ؛ وتهذيب اللغة ـ (٦ / ٣٦٨) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٤٧ ، ٨٦٤ ؛ ومقاييس اللغة (٦ / ٢٤) ؛ ومجمل اللغة (٤ / ٤٦٠) ، والمخصص (٧ / ١١٣).