فى قولِ « أبى عثمانَ » ، وأن هذه ألفاظٌ اقتربَتْ أصولُها واتَّفَقتُ معانيها ، وكلُّ واحدٍ لفظُه غيرُ لفظِ صاحبِه ، فكذلك حَيَّةٌ مِمَّا عينُه ولامُه ياءانِ ، وحَوَّاءُ ممَّا عينُه واوٌ ولامُه ياءٌ كما أن لؤلؤًا رُباعِىّ ولآلٍ ثلاثِىّ ، لفظاهما مُقترِبان ومَعْنَياهما مُتفقانِ ، ونَظيرُ ذلك قولُهم : جُبْتُ جَيْبَ القميصِ. وإنما جعلوا حَوَّاء ، مِمَّا عينُه واوٌ ولامُه ياءٌ ، وإن كان يُمكِنُ لفظُه أن يكونَ مِمَّا عينُه ولامُه واوانِ ، مِن قِبَلِ أنَّ هذا هو الأكثَرُ فى كلامِهم. ولم تأتِ الفاءُ والعينُ واللامُ ياءاتٍ إلا فى قولِهم : يَيَّيْتُ ياءً حسَنةً ؛ على أنَّ فيه ضعفا من طريقِ الروايةِ. ويجوزُ أن يكونَ من التَحَوِّى لانطوائِها. والمذكَّرُ والمؤنَّثُ فى ذلك سواءٌ.
والحَيُّوتُ : ذَكَرُ الحيَّاتِ ـ وقد أبَنْتُ تعليلَ هذه الكلمةِ بنهايةِ الشرحِ فى (الكتابِ المُخَصّصِ).
* وأرضٌ مَحْياةٌ : كثيرةُ الحيَّاتِ.
* والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإبِلِ ، وَسْمٌ يكونُ فى العنُقِ مُلتوِيًا مِثلَ الحيَّةِ ـ عن « ابنِ حبيبٍ » من تَذكِرَةِ « أبى عَلىّ ».
* والحَيا : الفَرْجُ من إناثِ الخُفِّ والظِّلْفِ والسِّباعِ ، وخَصَّ « ابنُ الأعرابىّ » به الشاةَ والبقرةَ والظبيةَ. والجمعُ أحياءٌ ـ عن « أبى زيدٍ » وأحْيِيَةٌ وأحِيَّةٌ وحِىٌ وحَىٌ ـ عن « سيبويهِ » قال : ظهرت الياءُ فى أحْيِيَةٍ لظهورِها فى حَيِىَ ، والإدغامُ أحْسَنُ ، لأن الحركةَ لازمةٌ ، فإن أظهرتَ فأحْسَنُ ذلك أن تُخِفَى كراهةَ تلاقِى المِثْلَين ، وهى مع ذلك بِزِنَتِها مُتَحركةٌ. وحَمَل « ابنُ جِنِّى » أحياءً على أنه جمعُ حَياءٍ ممدودًا ، قال : كسَّرُوا فَعالاً على أفعالٍ حتَّى كأنهم إنما كسَّروا فَعَلاً.
* وحيَّةُ بنُ بَهْدلَةَ : قبيلةٌ ، النسَبُ إليها حَيَوِىّ ، حَكاه « سيبويهِ » عن « الخليلِ » عن العربِ ، وبذلك استَدلَّ على أن الإضافةَ إلى لَيَّةٍ لَوَوِىّ ، قال : وأما « أبو عمرٍو » فكان يقولُ : لَيَىِّ وَحَيَىِ.
وبنو حَىّ : بُطَينٌ من العرب ، وكذلك بنو حِىّ.
* ومُحَيَّاةٌ : اسمُ موضعٍ.
ومن ترجمة خفيف هذا الباب
* حا : أمْرٌ للكَبْشِ بالسَّفادِ.
وقالوا : ابنُ مائةٍ لا حَا ولا سَا ، أى لا مُحْسِنٌ ولا مُسىءٌ ؛ وقيل : لا يستطيعُ أن يقول : حا ، وهو أمرٌ للكبشِ بالسفادِ كما تقدَّمَ ، ولا : سا ، وهو زَجْرُ الحِمارِ.