* والتحِيَّةُ : المُلكُ ـ وقولُ « زهيرِ بنِ جَنابٍ الكلبى » :
ولكُلُّ ما نال الفَتىَ |
|
قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّةْ (١) |
قيل : أراد المُلكَ ؛ وقال « ابنُ الأعرابىّ » : أرادَ البقاءَ ، لأنَّه كانَ مَلِكا فى قومِه. قال « سيبويهِ » : تحيَّةٌ تَفْعِلَةٌ ، والمُضاعَفُ من الياءِ قليلٌ لأن الياءَ قد تَثقُلُ وحْدَها لامًا ، فإذا كان قبلَها ياءٌ كان أثْقَلَ لها.
وقولُهم : حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ ، قيلَ : حَيَّاكَ مَلّكَكَ وقيل : أبقاكَ ؛ وبَيَّاكَ اعتَمدَك بالمُلكِ ، وقيل : أضْحَكَكَ.
* وحَيَّا الخمسينَ : دَنا منها ـ عن « ابنِ الأعرابىّ ».
* والمُحيَّا : جَماعةُ الوجْهِ ، وقيل : حُرُّه. وهو من الفَرَسِ حيثُ انْفَرقَ تحْتَ النَّاصِيةِ فى أعْلَى الجَبهةِ ، وهناكَ دائِرةُ المُحَيَّا.
* والحياءُ : التوبَةُ والحِشْمَةُ. وقد حَيِىَ منه حياءً واستحيا واستَحَى ـ حذفوا الياءَ الأخيرةَ كراهِيَة التِقاءِ الياءَيْنِ ـ والأخيرتانِ تَتَعَديَّانِ بِحرفٍ وبغيرِ حَرْفٍ ، يقولون : استَحيا مِنكَ واستَحياكَ ، واستَحَى منك واستحاكَ. وقولُه صَلَى الله عليه وسلم : « إنَّ مِمَّا أدركَ الناسُ من كلامِ النُّبُوةِ : إذا لم تَسْتَحِ فاصنَعْ ما شِئْتَ » (٢). أى مَنْ لم يَستَحْىِ صنَع ما شاءَ ، على جِهَةِ الذمِّ لِترك الحياءِ ، وليس يأمُرُه بذلك ولكنَّه أمرٌ بِمعنى الخَبرِ. ومعنى الحديثِ أنَّه يأمُرُ بالحياءِ ويَحثُّ عليه ويَعيبُ تَرْكَه.
* ورجُلٌ حَيِىٌ : ذو حَياءٍ ، والأنثى بالهاءِ. وقوله :
وإنى لأستَحِيى أخى أن أرى له |
|
عَلىَّ من الحقِّ الذى لا يَرَى لِيا (٣) |
معناه ، آنَفُ من ذلك.
* والحيَّةُ : الحنَشُ المعروفُ. اشتِقاقُه من الحياةِ فى قولِ بعضِهم. قال « سيبويهِ » : والدليلُ على ذلك قولُ العربِ فى الإضافةِ إلى « حيَّةَ بنِ بهدَلَةَ » : حيَوِىّ ، فلو كان من الواوِ لكان : حَوَوِىّ ، كقولِك فى الإضافةِ إلى لَيَّةٍ : لَوَوِىّ. قال بعضُهم : فإن قلت : فهلا كانت الحيَّةُ مِمَّا عينُه واوٌ استدْلالاً بقولِهم : رجُلٌ حَوَّاءٌ ، لظهورِ الواوِ عَيْنا فى حوَّاء ، فالجوابُ أن « أبا عَلىّ » ذهَبَ إلى أنَ حيَّةَ وحَوَّاء ، كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولآلٍ ودَمثٍ ودِمَثْرٍ ودلاصٍ ودُلامِصٍ
__________________
(١) البيت لزهير بن جناب فى لسان العرب (بجل) ، (حيا) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حيا).
(٢) أخرجه البخارى فى « الأدب » ، (ح ٦١٢٠).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ليا).