الحاء واللام والفاء
* الحِلْفُ والحَلِفُ : القَسَمُ. حَلَفَ يَحْلِفُ حِلْفا وحَلِفا وحَلْفا ومَحْلوفا. ويقولون : مَحْلُوفه باللهِ ما قالَ ذاكَ ، على إضْمارِ يَحلِفُ. وحَلَف أُحْلوفَةً ـ هذه عن « اللَّحيانىّ ».
ورجُلٌ حالِفٌ وحَلَّافٌ وحَلَّافَةٌ : كثيرُ الحَلِفِ. وقد اسْتَحْلَفه باللهِ ، وحلَّفه وأحْلَفه ، قال « النمِرُ بنُ تولبٍ » :
قَامَتْ إلىَ فأحْلَفْتُها |
|
بهَدْىٍ قَلائِذُهُ تَخْتَنِقْ (١) |
* وكلُّ شىءٍ مختَلَفٌ فيه فهو مُحْلِفٌ ، لأنه داعٍ إلى الحلِفِ ، ولذلك قيل : حَضارِ والوزنُ ، مُحلِفان وذلك أنَّهما نَجمانِ يطلعانِ قبل سُهَيْلٍ فيظُنُّ النَّاسُ بكلِّ واحدٍ منهما أنَّه سُهَيُلٌ فيحلف الواحِدُ أنَّه ذاك ، ويحلِفُ الآخَرُ أنَّه ليس به.
وناقَةٌ مُحْلِفَةٌ : إذا شُكَّ فى سِمَنِها حتى يدعوَ ذلك إلى الحَلِفِ.
وفَرسٌ مُحْلِفٌ ومُحْلِفَةٌ ، وهو الكُمَيتُ الأحَمُّ والأحْوَى لأنَّهما مُتدانيانِ حتى يَشُكَّ فيهما البَصيرانِ ، فيَحْلِفُ هذا أنَّه كُميْتٌ أحْوَى ، ويَحْلِفُ هذا أنَّه كُمَيْتٌ أحَمُّ ، قال « اليربوعى » :
تُسائِلُنى بنو جُشَمِ بن بكرٍ |
|
أغرَّاءُ العَرَادَةُ أم بهيمُ |
كُميْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ |
|
كَلَونِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأديمُ (٢) |
يَعنِى أنَّها خالِصَةُ اللَّونِ لا يُحلَفُ عَليها أنَّها ليستْ كذلك. والصِّرْفُ شىءٌ أحْمَرُ يُدْبَغُ به الجِلْدُ. وقال « ابنُ الأعْرابىّ » : مَعنى مُحْلِفَةٍ هُنا أنَّها فَرَسٌ لا تُحوِجُ صاحِبَها إلى أن يَحْلِفَ أنَّه رأى مِثلَها كَرَما ، والصَحيحُ هو الأوَّلُ.
والمُحْلِفُ من الغِلْمانِ : المشكوكُ فى احتِلامِه لأنَّ ذلك ربما دَعا إلى الحَلِف.
* والحِلْفُ العَهْدُ ، لأنه لا يُعْقَد إلا بالحَلِفِ ، والجمعُ أحْلافٌ. وقد حالَفه محَالَفَةً وحِلافًا. وهو حِلْفُه حَلِيفُه. وقولُ « أبى ذؤيبٍ ».
فسوفَ تقولُ إنْ هى لم تجدْنى |
|
أخانَ العهدَ أم أثِمَ الحليفُ (٣) |
__________________
(١) البيت للنمر بن تولب فى ديوانه ص ٣٦٢ ؛ ولسان العرب (حلف) ؛ وتاج العروس (حلف). وفيه : (تختنقْ) مكان (تختفق).
(٢) البيتان للكلحبة اليربوعى فى لسان العرب (كمت) ، (عرد) ، (عرر) ، (حلف) ؛ وتهذيب اللغة (١ / ١٠٢) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٠٩ ؛ وتاج العروس (كمت) ، (عرد) ، (عرر) ، (حلف) ، (صرف) ؛ والمخصص (١ / ٣٥ ، ٤ / ١٠٨ ، ٦ / ١٥٢) ؛ ولخالد بن الصقب فى أساس البلاغة (حلف) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٢ / ٧٨ ، ٩٨ ، ٣ / ٣٤٤).
(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٨٤ ؛ ولسان العرب (حلف) ؛ وتاج العروس (حلف).