بَعضُهم : ديانةً ، وقال بَعضُهم : هى نِحلَةٌ من اللهِ لَهُنَّ ، أن جَعَل على الرجُلِ الصَّداقَ ولم يَجعلْ على المرأةِ شيئًا من الغُرْمِ.
وأنْحلَ ولَدَه مالاً ونَحلَه : خَصَّه بشَىءٍ منه ، والنُّحْلُ والنُحْلانُ اسمُ ذلك الشىء المُعْطَى.
* وانتَحلَ الشِعْرَ وتَنَحَّلَه : ادَّعاه وهو لغيرِه. وفى الخَبرِ أنَّ « عُروةَ بنَ الزُّبَيرِ ، وعُبيدَ اللهِ ابنَ عُتْبةَ بنِ مسعودٍ » دَخَلا على « عُمَر بنِ عَبدِ العزيزِ » وهو يومئذٍ أميرُ المدينةِ ، فجَرىَ بينهم الحديثُ حتى قال « عُروةُ » فى شىءٍ جَرَى من ذِكْرِ « عائشةَ » و « ابن الزبير » : سمِعتُ « عائشَة » تقولُ : ما أحبَبْتُ أحَدًا حُبىّ عبدَ الله بنَ الزُبير ، لا أعْنِى رسولَ الله صَلَى الله عليه وسلم ولا أبَوَىَّ. فقال له « عُمَرُ » : إنَّكم لتنتحِلونَ « عائشةَ » لابنِ الزُبَيرِ انتِحالَ مَنْ لا يَرَى لأحَدٍ معه فيها نَصيبا. فاستَعارَه لها. وقال « ابنُ هَرْمَةَ » :
ولم أتَنَحَّلِ الأشعارَ فيها |
|
ولم تُعجِزْنىَ المِدَحُ الجِيادُ (١) |
ونحله القول يَنْحَلُه نَحْلاً : نسبه إليه.
* ونَحِل جِسمُه ونَحَلَ ينْحَلُ ويَنحُلُ نحولاً : ذهَبَ من مَرَضٍ أو سفَرٍ. وقولُ « أبى ذُؤيبٍ » :
وكنتُ كعظمِ العاجماتِ اكتنفْنَه |
|
بأطرافِها حتى استدقَ نُحولُها (٢) |
إنَّما أراد : ناحِلَها ، فوضَع المصدرَ موضِعَ الاسمِ. وقد يكونُ جمعَ ناحِلٍ ، كأنَّه جَعَلَ كُلَّ طائفةٍ من العظْمِ ناحِلاً ، ثم جمَعه على فُعولٍ ، كشاهدٍ وشُهودٍ. ورجُلٌ نحيلٌ ، منْ قومٍ نَحْلَى ، وناحِلٌ. والأنثى ناحِلَةٌ.
وَجمَلٌ ناحِلٌ ، رقيقٌ.
وسيفٌ ناحِلٌ : رقيقٌ ، على المَثلِ. وقولُ « ذى الرُّمَّةِ » :
ألم تَعْلمِى يا مَىُّ أنَّا وبيننا |
|
مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْس نَحْلاً قَتالُها (٣) |
هو جَمْعُ ناحِلٍ ، جَعَلَ كلَّ جزءٍ منها ناحلاً ، وهو عِندى اسمٌ للجَمْعِ ، ولأنَّ فاعِلاً ليس مما يُكَسَّرُ [على فَعْلٍ] ولم أسمع به إلا فى هذا البيتِ.
__________________
(١) البيت لابن هرمة فى ديوانه ص ٩٩ ؛ ولسان العرب (نحل) ؛ وتاج العروس (نحل).
(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٧٥ ؛ ولسان العرب (نحل) ، (عجم) ؛ وتاج العروس (نحل) ، (عجم) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (١ / ٣٩٣).
(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٥٤٧ ؛ ولسان العرب (قتل) ، (نحل) ؛ وتهذيب اللغة (٩ / ٥٥) ؛ والمخصص (٧ / ٧٣) ؛ وتاج العروس (قتل) ، (نحل).