حتى كأنَّ مَساحى القومِ فوقَهم |
|
طَيرٌ تحومُ على جُونٍ مَزَاحِيفِ (١) |
شبَّهَ المساحى التى حفَروا بها القبرَ بطيرٍ تقعُ على إبلٍ مزَاحيفَ وتَطِيرُ عنها بارتفاعِ المساحى وانخفاضِها.
وقد أزْحَفَها طولُ السَّفَرِ : أكَلَّها وأعْياها وأزْحَفَ الرجلُ أعْيَتْ إبلُه. وكلُّ مَعْىٍ لا حَراكَ به ، زَاحِفٌ ومُزْحِفٌ ، مَهْزولاً كان أو سَمينا ، فأمَّا قولُ الشاعرِ يَصِفُ سَحَاباً :
إذا حَركْته الرِّيحُ كى تستَخِفَّه |
|
تزاجر مِلْحاحٌ إلى الأرضِ مُزْحِفُ (٢) |
فإنه جعلَه بمنزلةِ المُعيى من الإبلِ لِبُطْءِ حركته ، وذلك لِما احتمَله من كثرة المِاء.
* وأزْحَفَ الرجلُ : بلغَ غايَة ما يُرِيدُ ويطْلُب.
* والزّحافُ فى الشِّعْرِ معروفٌ ، سُمِّىَ بذلك لِثقَله ، تُخَصُّ به الأسبابُ دون الأوْتادِ ، إلا القَطعَ فإنه يكونُ فى أوْتادِ الأعاريض والضروبِ.
* وقد سَمَّتْ زَحافا ومُزَاحَفا وزاحِفا.
وقولُه أنشده « ابنُ الأعرابىّ » :
سأُجْزِيكَ خِذْلانا بتَقطيعىَ الصُّوَى |
|
إليكَ وخُفَّا زاحِفٍ تَقْطُرُ الدَّما (٣) |
فسَّرَه فقال : زاحِفٌ اسمُ بَعيرٍ ، وقال « ثَعلبٌ » : هو نعتٌ لجمَلٍ زاحِفٍ أى مُعْىٍ ، وليس باسمِ عَلَمٍ لجمَلٍ مَّا.
الحاء والزاى والباء
* الحِزْبُ : جماعَةُ الناسِ ، والجمعُ أحْزابٌ.
والأحْزابُ : جُنودُ الكُفَّارِ تألَّبُوا وتظاهَرُوا على حِزْبِ النبىّ صَلَى الله عليه وسلم ، وهم : قريشٌ وغَطَفانٌ وبنو قُرَيظَة.
وقولُه تعالى : (يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) [غافر : ٣٠] الأحزاب هاهنا قوم « نوح وعاد وثمود » ، ومن أهلَكَ بَعدَهم.
وحِزْبُ الرجُلِ : أصحابُه وجُنْدُهُ الذين على رأيه. والجمعُ كالجمعِ.
__________________
(١) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ١١٩ ؛ ولسان العرب (زحف) ، (عيف) ، (سحا) ؛ وتهذيب اللغة (٣ / ٢٣١ ، ٤ / ٣٧٠) ؛ وتاج العروس (زحف) ، (سحا) ؛ وتهذيب اللغة (٣ / ٢٣١ ، ٤ / ٣٧٠) ؛ وتاج العروس (زحف) ، (سحا) ؛ وبلا نسبة فى اللسان (زحف) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٣٨. وفيه : (كأنهن) مكان (حتى كأن).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (زحف) ؛ والمخصص (٨ / ١٢٣ ، ٩ / ٩٥) ؛ وتاج العروس (زحف).
(٣) البيت للعين المقرى فى لسان العرب (دمى) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (زحف) ؛ وتاج العروس (زحف).